رقصة الباروت

محمد المساح


 - في زمن الحرب الباردة.. كان العالم يعيش على ما يبدو تحت ظلال السلام النسبي طبعا وربما يعود الأمر.. إلى قطبين عالميين يتعايشان.. وإن كان اللعب تحت الطاولة متواجدا..
في زمن الحرب الباردة.. كان العالم يعيش على ما يبدو تحت ظلال السلام النسبي طبعا وربما يعود الأمر.. إلى قطبين عالميين يتعايشان.. وإن كان اللعب تحت الطاولة متواجدا.. الأمر الذي جعل ذلك اللعب يتطور وينكع من تحت الميز إلى سطحه.. فأنتصر أحد الأقطاب بلعبه المغشوش.. وتزييف ورق اللعب.
بعدها هلل المتفرجون وليس كلهم بالطبع.. بالنصر المؤزر والفوز العظيم لقطب الرأسمالية العالمية.. ولأن حكم التاريخ يتأخر عادة كما يقولون إما لانتظار النتائج النهائية.. أو لنقص بعض الأوراق والوثائق المهمة لم تمر.. غير فترة وجيزة والقطب المنتصر نشوان.. في سكرة الفرح.. وعظائم الانتصار أدرك بعدها وبغريزته الربحية والاحتكارية.
إن تجارة “الباروت” أو البارود ستكسد عليه في المخازن أتته الصحوة العنيفة.. فتناول بكل أصابعه ويديه وأقدامه.. كل الوسائل والإمكانيات ليشعل الأماكن الباردة ويحرك الوقيد من تحت الرماد وبعدها سيبيع كل الباروت المخزون وعلى قدم وساق انتعش سوق الباروت في العالم كله.. تحت كل المسميات الجديدة.. من عولمة.. وتحويل الإنتاج الإنساني إلى إنتاج دوران رأس المال وتعميم الفقر تحت مسميات خلابه وبصناعة نعيم أرضي بالصور واللاقطات وبشعارات فضفاضة.. تستغل ذلك الربش.. والارتياب.. وخلق الأعداء.
وتطور علمي تكنولوجي رقمي رهيب يتجاوز العقل البشري المحدود ويسبقه في مقابل العودة إلى بعث الأصوليات.. وتحريك بيادق صراع الحضارات الأديان.. نبش العظام.. وإخراج عروق الذهب.
والغريب من الغرابة والدهشة.. وكأن العالم يعود.. إلى القرون الماضية.. ربما تمثيل هوليودي لوقائع التاريخ.. لكنه الفيلم الموازي للواقع الآني.. غزو واحتلال.. وحقوق إنسان كيف يستوي الأمر¿
اسأل المخرج.. حرائق ورماد.. وكأن السيناريو المفترض على الورق.. قد سبقه حال العالم الآن في أطرافه ووسطه ونهايات وبدايات.. كانت انتهت.. لكنها تبعث الآن.
ومن جديد.. ليحترق العالم.. ويرقص صاحب الباروت.

قد يعجبك ايضا