إلى الأستاذ / محمد غالب أحمد

حسين محمد ناصر


 - 
من حق كثير من المثقفين السياسيين طرح التساؤلات المشروعة بشأن واقع بعض الأحزاب اليمنية ذات المنشأ أو الميول السياسي , ومدى التزامها ببرامجها الأساسية وتعبيرها عن القوى الاجتماعية
حسين محمد ناصر –

من حق كثير من المثقفين السياسيين طرح التساؤلات المشروعة بشأن واقع بعض الأحزاب اليمنية ذات المنشأ أو الميول السياسي , ومدى التزامها ببرامجها الأساسية وتعبيرها عن القوى الاجتماعية التي تدعي تمثيل مصالحها وبالذات القوى الفقيرة والمسحوقة المعدمة, و إذا عرف المرء المتابع خارطة الأحزاب في البلاد وتاريخها , فإنه سيدرك أن تلك التساؤلات , تصب في اتجاه قلة من الأحزاب أبرزها الاشتراكي اليمني. هذا الحزب الطبقي المنشأ والنضال , الرافع شعار مصلحة الكادحين اليمنيين في عرض وطول البلاد , التي تعبت وكلت أيادي الفقراء في الجنوب قبل الوحدة من التصفيق له , وتحققت تحت قيادته الانجازات والمكاسب لصالح أوسع جماهير الشعب وأكثرهم كدحا!!
نعم .. يتحدثون عن دور الأحزاب السياسية ويقصدون هذا الحزب المقدام بالأمس الغارق في الكمون اليوم , أين هو !¿ مادوره ¿!وحضوره ¿! مواقفه ¿! تواجده القيادي الرسمي ¿! نصيبه من التقاسم ¿! رأيه في الواقع المعاش والأحداث السياسية ¿!! لقد برز عدد من القوى والأحزاب في الفترة الماضية , وكان خطابها يتسم بموقف الدفاع عن قضايا الوطن والجماهير الشعبية , وفي المقدمة منها طبقة الفقراء والكادحين المسحوقين في حين تلاشى الخطاب المبدئي القوي للاشتراكي , واستبدل بمواقف الوسطية المنحازة لمستغلي قوت ومال الشعب , والكمبرادور , وأحيانا المبررة لإجراءات تدق حتى العظم مابقي من هياكل للمعدمين والكادحين من فتات المأكل والمشرب !! في حين كان المتوقع أن تكون المواقف واضحة وصريحة لاتساوم في قضايا الناس وحقوقهم ومعيشتهم , ولا تتنازل عن مبادئ إنسانية عظيمة جبل الحزب على النضال من أجلها منذ تأسيسه.
قلت لأحد الأصدقاء من حزبي الأول كيف ترى مواقف الحزب¿! فأجاب: لقد رفع بعض قادته شعار الاعتدال فماتت وثائق وأهداف وبرامج الحزب وتأخر عن الصف وغاب حضوره ليس بين جماهيره وأنصاره وأعضائه فقط ولكن حتى بين النخب والقوى السياسية الحاكمة!!
إن تاريخ ونضال الحزب الاشتراكي اليمني ليس بحاجة إلى شهادة اعتراف من أحد فقد حكم وقاد دولة نموذجية تحقق فيها للناس ما لم يتحقق في دول كثيرة غنية وبسط هيبة الدولة إلى كل شبر فيها وفرض الأمن والنظام والقانون على الجميع وليست هذه السطور لإبراز منجزاته ومكاسبه بقدر ما هي لفت انتباه لمكانة الحزب ودوره وفاعليته وحضوره المؤثر بالأمس وما أضحى عليه اليوم من جمود وتراجع يتطلب من قادته شرح أسباب هذا الجمود والتراجع!!
إن على شباب الحزب والنشطاء فيه الوقوف بجدية أمام حال الحزب وواقعه وسياساته ونقد أية مظاهر تريد الانحراف به إلى الظل السلبي المحايد للصراعات المعتملة في الواقع الجديد وإخراجه من رداء التبعية السياسية لأية مراكز قوى غير نهجه وبرامجه التي عرفه بها الشعب منذ فتاح وسالمين وقحطان قبلهما!!
نكتب هذا ونحن أشد الناس حرصا على دور الحزب وتاريخه لأننا كنا جزءا منه ونكتب هذا لأننا نسمع الكثير يستفسر عن إسهاماته ومبادراته المغيبة بشأن كثير من سياسات الدولة في مجالات الاقتصاد والنفط والتعليم والصحة والخارجية وبعثاتها والمحافظين والسلطة المحلية بشكل عام والزراعة وغيرها من اشكال السلطة وأجهزتها وكذلك عن الفساد الذي يراه الجميع إلا رفاقنا في الحزب فلم ير لهم أحد حملة سياسية ولا إعلامية ولا جماهيرية تهز أوكار الفساد.. وناهبي مال الشعب وثرواته, ولا حتى إعلان موقف واضح تجاه كل هذه القضايا بصدق وشفافية.

قد يعجبك ايضا