رöجال ذلك اليوم

حسن عبدالله الشرفي


كأنف البندقية يا صديقي
كف محارب شهم حقيقي
لمحت أنوفهم وكأن فيها
لكل حكاية شمم البروق
صبيحة ذلك اليوم المدوي
ووجه العزم محمر البريق
وكان الشعب في بحر المآسي
وفي ظلماته مثل الغريق
وباب الدوم مثل الدوم يصغي
ويمعن في الزفير وفي الشهيق
***
وحين أقول كيف تجشموها
فهبوا في الخنادق كالحريق
وأدري أن تاريخا عريضا
طويلا كان في تلك الطريق
فساروها وللدم في خطاهم
هتاف الجود والمجد العريق
***
هنا يمن كحد السيف يأبى
عناوين العمالة والعقوق
أتى ايلوله .. وأتى بنوه
إلى الجلى بأحلام المشوق
وكم قلنا لمن شاءوه شيئا
سوى ما شاء في نيل الحقوق
تنحوا عن محجته فأنتم
هنالك في يد الوهم السحيق
هنا يمن لكل بنيه دارا
وديارا .. وللحب العميق
له الزمن الجديد وفي ضحاه
جلال الركن في البيت العتيق
وفي الخمسين عاما لو عقلتم
بيان للعدو وللصديق
وفي صوت الحقيقة حين تحكي
بصوت العقل والوعي الطليق
مضى عهد التباهي بالأسامي
وتأليب الشقيق على الشقيق
وطارت ريحه بغبار عاد
وقالت للتي معهم افيقي
هنا يمن بكل بنيه باق
بقاء الضوء في حدق الشروق
***
وفي الخمسين عاما معطيات
يفرج مجتناها كل ضيق
وإني حين أذكر كيف كنا
يكاد يجف في اللهوات ريقي
وإني حين ألمح كيف صرنا
اغمس دندناتي في الرحيق
ولست مع الذين بلا عيون
ولا من يهرعون بكل سوق
أنا من موطني وبه حياتي
وموتي .. وهو في أملي رفيقي
على علاته أهواه حتى
توارى في مدافنه عروقي.

قد يعجبك ايضا