الرهينة
أحمد غراب
ألا تلاحظون أن الحرب في اليمن ثلاثة أرباعها هنجمة وضغط نفسي رهيب وحرب نفسية تستهدف الشعب بدرجة رئيسية على اعتبار انه أصبح رهينة والمصالح السياسية أو غيرها فدية.
عدد الحروب التي أشعلوها في خيال وهاجس المواطن اليمني أكثر من تلك التي شهدها العالم منذ عرف معنى كلمة حرب ومعروف أن الهزيمة أساسها نفسية بالدرجة الأولى ولذلك يحرص من يلعب سياسة عبر بوابة العنف والقوة إلى استخدام الحرب كـ هدف أولي يتبعه سلسلة أهداف والى استخدام الحرب النفسية أطول فترة ممكنة حتى تكون الحرب كاللمسة الأخيرة التي تصنع الأهداف.
صنعاء امتحان صعب تتساقط فيه الأقنعة واحدا تلو الآخر والخاسر لا محالة هو من يراهن على العنف كأنما هناك من يريدون أن يدمروا معنويات هذا الشعب نفسيا وان يبددوا آماله بالخروج إلى أفق اليمن السعيد.
كمية هائلة من الأخبار المفبركة والشائعات والتحليلات السياسية الوهاسية التي ترتكز على أسس البحشامة
وإعلانات حرب فاتفاق فهدنة فاشتعال فهدوء … إلخ إلخ.
لهذا السبب يبدو شعور المواطن اليمني كأنه أصبح رهينة فهو من ناحية في وضع معيشي صعب مثقل بالديون والطلبات والالتزامات عاطل عن العمل في حالة عجز مادي خصوصا مع بدء العام الدراسي الجديد واقتراب العيد الكبير وهو من ناحية أخرى بحاجة إلى الشعور بالأمن والاستقرار لكي يتمكن من تعليم أولاده والبحث عن عمل وتوفير لقمة العيش لأسرته أضف إلى ذلك أنه يتحمل عبئا ثقيلا من الإحساس المتزايد بالإحباط في ظل الحرب النفسية اللا أخلاقية التي يتعرض لها مع بقية أبناء الشعب فيشعر كما لو أنه مخطوف وهناك من يطالب بفدية لإطلاق سراحه.
واقع الحال يؤكد أنه ليس ثمة من مسؤولية أخلاقية أو وطنية أو حتى دينية إزاء هذا الشعب المغلوب على أمره.
إذ أنه ليس بيده شيء ومع ذلك يبدو معرضا للطحن وللتخويف والإرهاب النفسي والمعنوي ووضعه في حالة ترقب مشوبة بالقلق بين مطرقة مصالحهم السياسية أو حرب أهلية يكون وقودها.
ما أسهل تفجير حرب وإثارة فتنة أهلية وطحن شعب بأكمله وما أصعب إخمادها وغسل ذاكرة الألم والدم من أفئدة الناس ومحو الحروف السوداء التي سيدونها التاريخ لتكون عارا ضد كل من يستقوي بالسلاح على شعب اعزل أو بيده إنقاذ هذا الشعب ويعجز عن إنقاذه.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل الذين يلعبون باليمن وبالشعب اليمني.
اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين .
