الأمهات الحوامل وصيام بلا متاعب

لا تعرف بعض النساء الحوامل في مجتمعنا الراحة على الإطلاق خلال شهر رمضان بل تزداد أعباؤهن لتجد الحامل نفسها مجبرة على مضاعفة جهدها اليومي لاسيما في المطبخ تلبية لاحتياجات الزوج والأسرة من الوجبات الرمضانية وتنويع المأكولات إما عن طيب خاطر- بملك إرادتها- أو خشية تنكر الزوج أو أهله وبذلك تضاف أعباء إلى الحمل تنهك قواها وهي صائمة وتؤثر سلبا على صحتها وربما سلامتها وسلامة حملها..
استشعارا للمشكلة التي قد تواجهها الأم الحامل وهي تؤدي فريضة الصيام وأهمية توضيح ما يبعث على الحمل من منغصات ومتاعب خلال شهر رمضان نترك الحديث للدكتورة/ فاطمة إسماعيل الأكوع- اختصاصية أمراض النساء والولادة وما ذكرته حول هذا الموضوع الحساس:
ليس الحمل حالة عابرة لا تستحق اهتماما من أي نوع بل ضرورة من ضرورات البقاء إلى أن يرث الله الأرض وما عليها تمر بها المرأة لترزق بمولود يكون قرة عين لها ولزوجها..
والعناية بالأم الحامل لا تقتصر فقط على الغذاء خلال شهر رمضان أو غيره فالراحة ضرورية لها وكذلك عدم التعرض للإجهاد الجسدي والنفسي لتبقى بعيدة عن كل ما من شأنه التأثير سلبا على حملها ملتزمة بزيارة الطبيب أو الطبيبة المتخصصة -عند الحاجة- للاطمئنان على حالتها ولتتزود بالنصائح التي تعود عليها بالفائدة.
وفي حال عدم وجود أي عارض مرضي يستدعي أخذ المرأة الحامل علاج معين وطالما أن حملها طبيعي لا مضاعفات فيه ولا مشكلات تصحبه وأنها ليست مصابة بأي من الأمراض التي تجبرها على الإفطار ولا تستدعي حالتها أخذ أدوية بانتظام خلال فترة النهار فلا مانع من أن تصوم شهر رمضان.
ولكن يظل لزاما عليها – متى صامت- أن تهتم بالأطعمة التي تتناولها على أساس الكيف وليس الكم دائبة على تعويض العناصر الغذائية كعناصر الطاقة والبروتين والفيتامينات وكذا السوائل بطريقة صحيحة في فترتي الإفطار والسحور وبشكل متوازن فالتغذية السليمة بالكيفية الملائمة خير ما يؤمن سلامة الأم والحفاظ على صحتها وصحة الجنين أثناء الصيام لذلك يجب تنظيم أوقات تناولها لها لتحقق المنفعة والفائدة المرجوة.
ولو أن المرأة غير الحامل تحتاج(2,100)سعرة حرارية كل يوم تقريبا فإن السيدة الحامل تحتاج (2,500)سعرة حرارية يوميا لتغطي احتياجاتها واحتياجات الجنين الغذائية .
وحتى تتحقق استفادة الحامل من الغذاء بهذه الكيفية يجب أن تحرص على أن يكون غذاؤها مؤلفا من:-
– حوالي (55%) من السعرات الحرارية من خلال(الكربوهيدرات) الموجودة في الخبز البطاط الذرة الرز والمكرونة وغيرها.
– نحو(35%) من السعرات الحرارية من الدهون الموجودة في الزبدة الزيت ومنتجات الحليب.
– (10%) تقريبا من السعرات الحرارية تنالها من البروتينات وهي موجودة في اللحوم السمك البيض ومنتجات الحليب والألبان.
ومتى تبدل الحال وشعرت الحامل أثناء صومها بتعب مع تسارع ضربات القلب وزيادة العرق وضيق التنفس أو الدوخة فعليها أن تفطر فورا لا أن تواصل الصيام منعا لأي ضرر أو خطر محتمل.
وقد ذهب علماء الشريعة الإسلامية إلى جواز أن تفطر بحكم أن هناك عوارض اعترضت الصيام وحاجة الحامل إلى المحافظة على نفسها وجنينها وحاجة المريضة للطعام والشراب ومن ثم تؤجل الصيام إلى ما بعد رمضان عندما تكون قادرة على أداء هذه الفريضة.
لذا لا أنصح بصيام الحامل إذا اشتدت عليها عوارض الحمل مثل: الغثيان التقيؤ الدوار الأرق قلة النوم وكره الأطعمة بل يجب أن تفطر في هذه الأحوال لجوازه شرعا وضرورته من الناحية الصحية.
كما أن الأوضاع الخطيرة للحمل كمضاعفاته أو إصابة الحامل بالتهابات بولية حادة تعتبر من موانع الصيام لأن الحامل عندئذ ستحتاج لنظام غذائي معين مع تناول الأدوية في أوقات منتظمة.
ويفترض بالحامل المصابة بفقر الدم لأسباب غذائية أن تفطر ففي إفطارها ضرورة تفرض إتباع نظام غذائي جيد تتوافر فيه نسبة عالية من الحديد.
أما المصابات بارتفاع ضغط الدم أو هبوط عضلة القلب أو تسمم الحمل أو بمرض في الكبد ففي أي من هذه الحالات يكون واجبا على المرأة الحامل الإفطار تلافيا لوقوع ما لا يحمد عقباه.
واللواتي يتعرضن لانخفاض ضغط الدم وهبوط معدل السكر بالدم هن بحاجة إلى الأكل في فترات متقاربة ولابد أن يفطرن وعليهن القضاء فيما بعد.
وهو ما ينطبق – أيضا- على من يعانين من حمل غير طبيعي أو من علامات ولادة مبكرة.
إن لمرحلة الوحم- أي خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحمل- خصوصية معها تتأثر المعدة نتيجة ارتفاع هرمون الحمل فتزداد القابلية للغثيان والتقيؤ.
لذا من المفيد للحامل الصائمة تناول أغذية سهلة الهضم سريعة الامتصاص والتعويض ل