عن المنتدى العربي الصيني
حسن أحمد اللوزي
منتدى التعاون العربي- الصيني واحد من المنتديات العالمية حيث لايمكن وصفه بغير ذلك لأن واحدا من أقطابه هو الصين بكل ما تمثله جمهورية الصين الشعبية من مكانة على خارطة كوكب الأرض كأمة وفعل وحركة إنسانية وإنتاجية متنامية وكقوة استراتيجية وتأريخ حضاري وكتطلعات إنسانية مشروعة في الحضور في الآخرين ومعهم وبهم كبديل عقلاني حكيم لرغبة السيطرة أو فرض النفوذ !!
والقطب الثاني في المنتدى هو الدول الأقطار العربية والتي افترضت القيادة الدبلوماسية الصينية بأن الجامعة العربية هي البوتقة الموحدة للأمة العربية والتي يمكن مخاطبة الكل من خلالها والحصول على الإجابة المطلوبة حتما على كل ما يمكن أن يطرح عليها وذلك قبل عشر سنوات عندما زار الرئيس الصيني هو جين تاو جمهورية مصر العربية قاصدا مقر الجامعة العربية و مفاجئا الجميع في الجامعة العربية وخارجها على امتداد خارطة الوطن العربي بطرحه المفصل والواضح لفكرة منتدى التعاون العربي- الصيني في كلمة أكد فيها على علاقات الصداقة التاريخية التي تربط بين الوطن العربي وجمهورية الصين الشعبية على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي خاصة وأن كلا الطرفين ينتمي إلى العالم النامي ويرتبط بمصالح وأهداف مشتركة. كما أعرب عن الأهمية التي توليها الصين لتطوير العلاقات مع الدول النامية بما فيها الدول العربية والتنسيق بين الجانبين على الساحة الدولية واعتبار ذلك إحدى الركائز الأساسية الصينية مقترحا إقامة شراكة جديدة من خلال التركيز على الأربعة محاور التالية:
1- تقوية العلاقات السياسية على أساس الاحترام المتبادل.
2- تكثيف التبادل الاقتصادي والتجاري بهدف تحقيق التنمية المشتركة.
3- توسيع وتعميق التواصل الثقافي بما يحقق الاستفادة المتبادلة.
4- التعاون في مجال الشؤون الدولية من أجل الدفع بجهود التنمية المشتركة.
موضحا أن الإعلان عن إنشاء منتدى التعاون العربي الصيني يعتبر معلما تاريخيا في تاريخ تطوير العلاقات بين الجانبين ويساهم في توسيع وتعزيز آفاق التعاون بينهما
وقد تلقت ذلك الجامعة العربية من خلال أمينها العام السياسي والدبلوماسي العربي القدير والمتميز معالي الأستاذ عمرو موسى بكل الترحاب والحماس العاطفي واستجابت له كافة الأقطار العربية ممثلة في مجلس الجامعة العربية وعلى مستوى كل قطر عربي ولكن ما هي النتيجة العملية بعد عقد ست دورات للمنتدى ¿ آخرها في الذكرى العاشرة لإقامة المنتدى في الإسبوع الماضي في العاصمة الصينية بكين! ما هي النتائج التي تحققت خلال العشر السنوات الماضية ¿¿الإجابة مطلوبة بالتفصيل من طرفي المنتدى ولكنها غير مخيبة لآمال الأصدقاء الصينيين وما زالت طموحاتهم كبيرة ولذلك حرصوا على عقد الدورة السادسة للمنتدى ومهدوا لها وأعدوا العدة بما في ذلك الهدف الاستراتيجي الجديد للمنتدى وقد اختاروا أن يركز على بناء الحزام الإقتصادي لطريق الحرير التأريخي بإضافة دالة على المحتوى العصري الجديد أي طريق الحرير البحري للقرن الواحد والعشرين وتعزيز التنمية المتبادلة ودفع علاقات التعاون الاستراتيجي الصيني العربي إلى الأمام لاسيما في القطاعات الجديدة والناشئة كما أسماها وزير الخارجية الصيني وبالتحديد الطاقة النووية والفضاء والطاقة المتجددة !!وذلك أمس ما تحتاج إليه بعض الأقطار العربية المقتدرة¿¿
وترابط بذلك إفصاح هام لمحتوى أوسع من مدلول مسمى المنتدى كما تدل عليه الأرقام المنجزة سواء في مجال الاستثمار المتبادل وكذا في معدل التبادل التجاري وحتى لا أطيل عليكم فقد ((حقق منتدى التعاون الصيني العربي تقدما مستمرا وتم إنشاء أكثر من عشر آليات للتعاون من بينها الاجتماع الوزاري واجتماع كبار المسؤولين ومؤتمر رجال الأعمال وندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية ومنتدى التعاون الصيني العربي في مجال الإعلام وإلخ مما دفع بقوة التعاون المشترك بين الصين والدول العربية في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والتجارية والثقافية والإبداعية وتبادل الصلات الشعبية !
والسؤال المهم في نظري هو:- هل تكون أمتنا العربية في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها مجتمعة وفي إطار جامعتنا العربية وفي كل قطر عربي على حدة خلال العشر السنوات القادمة والتي أشار إليها الرئيس الصيني شي جين بينغ لدى افتتاحه الدورة السادسة للمنتدى مؤكدا على (( تبادل الشعب الصيني والشعوب العربية التأييد والمساعدات والدراسة في حماية الكرامة القومية وسيادة الدولة والبحث عن الطريق التنموي وتحقيق الانتعاش القومي وتعميق التبادل البشري وقضية ازدهار الثقافة القومية وتعتبر السنوات العشر المقبلة مرحلة مهمة للتنمية للجانبين الصيني والعربي وإن المسؤولية والتحديات المتمثلة في تحقيق الانتعاش القومي تحتاج إلى توعية روح طريق الحرير ودفع تبادل الدراسة الحضا