وماذا بعد العيد
حسين محمد ناصر

تشهد البلاد هذه الأيام احتفالات وفعاليات مختلفة في عموم محافظاتها بمناسبة العيد الــ “24” لقيام الجمهورية اليمنية وقد تفاوتت مستويات الاحتفاء بها من محافظة إلى أخرى وفقا والمزاج المحلي والعام أولا والظروف الأمنية ثانيا والإمكانيات المادية اللازمة للاحتفالات ثالثا!!
لقد تم الاحتفاء بهذه المناسبة هذا العام بعد نجاح مؤتمر الحوار الوطني وإقرار تحويل الوحدة الاندماجية إلى اتحاد فيدرالي وكذلك ترافق مع الجهود المبذولة حاليا لرسم وكتابة الدستور الجديد للبلاد على ضوء المخرجات الوطنية لمؤتمر الحوار المحددة الإطار العام لملامح النظام الفيدرالي والأحكام المنظمة لحياة الناس في إطارها والحقوق والواجبات والعلاقات التي تحكم الأقاليم بعضها البعض من جانب وعلاقتها بالمركز أو العاصمة الفيدرالية من جانب آخر.
وفي أجواء تلك الاحتفالات جاءت كلمة الأخ رئيس الجمهورية تشرح ما تم من خطوات ونجاحات ما بين العيدين ( 2013-2014) م ويحدد ويبرز المهام التي اضطلعت بها الدولة خلال هذه الفترة وما ينتصب منها خلال الفترة القادمة وخاصة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية وما يرتبط منها بالحياة المعيشية للمواطن والتحديات الجسيمة المتطلبة قرارات صعبة وقاسية لضمان عدم انجرار الأوضاع العامة إلى مخاطر تهدد وجود الدولة ومحاولة للخروج بها إلى بر الأمان وبأقل خسائر ممكنة تعيد بناء الوطن على أسس متينة وقوية خالية من كل أمراض ونواقص وسلبيات الأمس التي حدت من خطوات البناء الوطني العام وشكلت العائق الأكبر أمام بلوغ هذا الهدف النبيل الذي جاءت ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر من أجل تحقيقه وسقط في سبيله آلاف الشهداء والجرحى في كل مناطق البلاد وتحمل الشعب المعاناة والتضحيات الكبيرة كي يرى وطنا يضاهي تطوره تطور الأوطان الأخرى ويتوافق وضعه الاقتصادي مع أوضاع اقتصادية شبيهة استطاعت بالتخطيط والبرمجة والسياسة الإيرادية والضريبية والمالية والرقابية أن تحقق النجاحات المتواصلة على هذا الصعيد وتخلق لها وضعا متميزا يسهم في النهوض بأوضاع الشعب المعيشية ويعزز من صلتها بأجهزة الدولة لتكون سياجا منيعا لمواجهة أية محاولات لزعزعة أمن الوطن والمواطن أو التخريب واستهداف المنشآت العامة وخلق حالة من الاستقرار والأمن الاجتماعي.
إن خطاب الرئيس حمل الكثير من الواجبات والمهام التي يجب أن تضطلع بتنفيذها الحكومة ونجزم أن الأداء الحالي للحكومة لا يرتقي لأن يكون الحامل التنفيذي لهذه المهام حيث يقع على الحكومة رفع مستوى أدائها وتطوير فاعلية أعضائها لأن يكونوا بمستوى تلك المهام وأن يخرج الوزراء من دوائر الانفلات والجمود والروتين والتفكير المحدود بمحتوى مهامهم التي لم تخرج خلال الفترة الماضية عن مساحة العاصمة وإذا كان الحديث المتضمن لكثير من الانتقادات والملاحظات حول أداء الحكومة قد زاد فإن الأغلب منه ينطلق من رغبة حقيقية في إصلاح وتغيير الأوضاع نحو الأفضل بإجراءات فاعلة تعزز من ثقة الشعب بالتغيير الملموس وتسهم في تخفيف معاناته الكبيرة في كثير من المجالات الأساسية التي يعتمد عليها في حياته اليومية.
إن الحكومة بحاجة أكثر إلى التعامل الإيجابي مع خطابات وتوجيهات فخامة الأخ الرئيس من خلال آليات عمل وتنفيذ جديدة تستوعبها وتحولها إلى خطط تنفيذ يتم مراجعة ما انجز منها أولا بأول تحدد مكان القصور وتتجاوزها وتشير إلى الجانب الإيجابي وتعمل على تطويره.
نقول ذلك لأننا والجميع يرى بعضا من المسؤولين الحكوميين يعيش بياتا شتويا من الأداء ولا يقبل حتى المقترحات والآراء المرفوعة إليه هذا إن قرأها أصلا واخترقت الجدار الحديدي المحيط به وليست هذه المساحة معنية بإبراز أمثلة منها في هذه الوزارة أو تلك وربما جاءت مناسبة للبوح والحديث بصوت عال حول هذه الإشكالية وأسبابها وأبطالها الظاهرين والمستترين.