عودة مايو

فتحي الشرماني


يا لجلال هذا الزائر الكريم, ويا لسحر عودته التي تجعل اليمنيين يتناسون كل أوجاعهم وهمومهم, وهم يقفون معه لحظات من التأمل والاندهاش والإعجاب بعظمة الحديث وروعة الحديث!!.
إنه الـ 22 من مايو ذكرى وحدة اليمنيين, كما تقول الخطابات وتتحدث عنا الشعوب الأخرى, ودعك من الصراعات النخبوية والأخطاء التي أراد بها المخطئون أن تكون وحدة نخب, فقال التاريخ: لا, وقالت الطفولة: لا, وقال جيل ممن تجرع مرارة الفرقة: لا .. قال الكل: هي وحدة أرض وإنسان, ووحدة هموم ومصير, وقال فيلسوفها الأكبر عبد الله عبد الوهاب نعمان:
وحدتي..
يانشيدا رائعا يملأ نفسي
أنت عهد عالق في كل ذمة
ما يدهشني في 22 مايو أن عودته تأتي في كل عام لتؤكد لنا شيئين:
الأول: إن هذه القيمة الفضلى (الوحدة) ستظل هي وحدها بوابة الفرح والنافذة التي نطل من خلالها إلى المستقبل المأمول .. وكل ما هو مطلوب ليس سوى إعادة الترتيب التي جرى التحضير لها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل, ولا تزال العملية متواصلة من خلال الإعداد لدستور الدولة الاتحادية القادمة, ومن ثم الاستحقاقات الديمقراطية التي سترسم صورة سياسية واضحة لمستقبل اليمنيين ومستقبل وحدتهم الخالدة.
والشيء الآخر: هو صبر 22 مايو وإصراره على أن يؤمن الجميع ببراءته من كل ما ينسب إليه من أخطاء ظلما من العارف أو جهلا من الجاهل.
ومهما يكن من شيء فإن المنجز كان عظيما, وبقدر هذه العظمة كان ولايزال الابتلاء .. والصمود وتصحيح الخطأ هو من ستتحطم عليه كل المؤامرات, وهي الفكرة التي سبق لي أن نظمتها شعرا في قصيدة منشورة, وهذه بعض أبياتها:
أفي رحابö هيامö الفجرö بالألقö
تخلف الليل عن أخدوده حنقا¿!
يحاول النور أن يعلو فيحجبه
عن مقúلةö الحلúمö حöقúد ينúسöج الغسقا!
الكون دوى بصوتö الطöفúلö: يا وطنöي
كمú قدú روى الأرض أجدادي دما عبقا!
وكمú تردى بöسوحö البذúلö مöنú بطل
تقلد الموúت سيúفا واللظى حöلقا
فمöنú شموخ بنى “سبتمبر” غده
إلى إباء على “تشرينه” دفقا
إلى خلود أتى “مايو” يسطöره
في صفحةö الدهúرö معشوقا ومعتنقا
فما أشد عيون الحöقúدö إنú لمحتú
منú يحشد الجهúد, يبني للعلى طرقا
لكنما النöسúر في العلياء مرúتقب
يدق ممنú رمى إخضاعه عنقا
كان هذا التضمين تعبيرا عن الابتهاج بذكرى عزيزة على قلوب اليمنيين .. وماذا على العقل في هذه المناسبة لو حلق بأجنحة الخيال!!, فنحن في حضرة الـ22 من مايو .. وكل عام والجميع بخير.

قد يعجبك ايضا