حبوب العم قاسم !!!!
عبد الرحمن بجاش

حان موعد البتله استعدادا لموسم الخير الجديد , افترشت مساحة الكدرة بأحوالها تستقبل ثيران الخير تمارس عشقها مع الارض , لترى( الöعدفú )وقد ملئت الاحوال ….., وفي اليوم الحادي عشر من ذلك الشهر تضاهت النسوة بملابسهن السوداء يكسرن تلك القرادف بمرادسهن مرددات الاهازيج التي تملأ النفس حبورا , كن في صفوف تشكلت بعنايه رحن يؤدين عملهن بكل الإخلاص والحب للارض , وكلما اكملن (حول )فلانه إنتقلن الى حول علانه وهكذا , جاء الهثيم , وبعده عادت الثيران الى الارض , ليبدأ الذري , والعم قاسم كان اول الرعيه (يحفنن) ارضه كما لو كان اول إبن يرزق به , البتول يشق الارض (بسحبه) وعمنا يرمي الحبيبات الى باطنها , لا تمرسوى ايام بعد ان يرسل الله مطره إلا وترى احوال الكدره وقد غطتها مساحة من خضره , هنا يكون اول الخير قد هل , ظلت العيون تتسمر على ذلك الركن القصي البعيد عل علامة المطر تظهر هناك بعيدة ساكنة انفس الرعيه , فلا تجد السماء الا وفية كعادتها , تهطل حبيبات ارحم الراحمين وتنشق التربة عن زرعة جديده , واي جديد هو الاخضر يعمر عيون النسوة اللائي يشاركن إخراج خير الله من باطن الارض دموع وعرق !!! , ويستمر الموسم يجري …حيث (يفقح) قاسم زرعه , ثم يحوظه , ثم يأتي موعد الجلب , ياتي المطر , ينقطع المطر , تكتئب النفوس عندما يشح , تخضر عندما تبشر الزنينة بمطر آب الذي (يفكد الراعي في الباب) , تتسمر العيون على الاحوال حيث الزراعöي كل يوم يكبر شيئا فشيئا حتى يكتمل نموه , ليخرج المحجان سبولة وعكاب ليفرح العم وكل الاعمام , ولا يفسد الفرحة سوى الغربان التي تهجم بين الحين والاخر على حبات المحاجين , أما إذا اتت اسراب الجراد الكبيرة وقد أتت فتأكل اخضر الارض ويابسها ليجد العم قاسم نفسه امام موسم كالح تراه على وجوه الرعيه , ذلك الموسم كان خيرا حيث تزينت الارض بالمحاجين , وتدفقت السماء مدرارا طوال ايام الموسم حتى ضجت الارض بما رحبت فرحا بموسم الحبوب , رأينا فرحة الخير تجلل الانفس وتخضوضر بها مآقي العيون , كان الموسم وفيرا , حتى أن الغربان التي حاولت وحاولت من وفرة الخير هي اخذت ما اخذت لكن السماء بمدرارها ظلت تسقي الزرع والضرع فضاقت النفوس بفرحها , حتى حان موعد الصراب , ليأتي الخير وفيرا حبوب ذرة ودخن لينادي المنادي بوفرة الموسم ذلك العام ليركن الرعوي ان (الجلاعöب ستمتلئ بالحبوب , شون العم قاسم حبوبه لتاتي الغربان فجأة وتنخر كل الاكياس , و(تتفنتش) الحبوب في كل اتجاه , وكلما اعادها الى اكياسها ذرذرتها الغربان من جديد , الآن : من يلملم المبعثر …والمفنتش في كل اتجاه , الرعيه من ضنكهم تركوا كل شئ… لا تدري هل سيهاجرون ويتركون حبوبهم للغربان …السؤال بحجم كدرة قدس !!!!!