فليمت الإرهاب.. ليحيا الوطن

جميل مفرح


* أبدت وتبدي القيادة السياسية القدر الكافي من الحنكة والوعي بمتطلبات وضرورات المرحلة الآنية وذلك في مستوى تعاملها مع الأحداث والمتغيرات التي تشهدها الساحة الوطنية وتأكد ذلك الوعي مشفوعا بحزم كان مطلوبا منذ وقت طويل في مستوى التعامل مع تنظيم القاعدة وأفراده الذين كانوا قد بدأوا يرون في أرض اليمن ليس وكرا ومخبأ يندسون فيه ويتقون به ما يقصدهم من ملاحقات ومطاردات دولية وحسب وإنما ليتخذوا من هذه الأرض مسرحا وميدانا لإجراء تدريباتهم وبروفات جرائمهم البشعة هنا وهناك بل وزد على ذلك أن هؤلاء القتلة وصل بهم الأمر إلى الإمعان في الإجرام إلى حدوده القصوى وتنفيذ عملياتهم الإجرامية تجاه هذا الوطن ولم يكتفوا باتخاذه مخبأ وملجأ مناسبا جراء ما يشهده من قلاقل أمنية وانفلات قانوني وضبطي!!
* عموما.. فإن بداية التعامل مع هؤلاء الضالين بهذه الطريقة التي تجري حاليا قد أثبتت علائمها بأنها الأمثل وإن كنا نؤمن جميعا بكونها الإجراء الافتراضي أو الطبيعي الذي كان يجب اتخاذه معهم منذ وقت مبكر وقبل أن يفعلوا ما فعلوه بوطننا وبأبناء وطننا من جنود وقيادات وشخصيات بل ومواطنين فهؤلاء لم يرأفوا يوما بأحد ولم يعاملوا البشر والقيم الأخلاقية والدينية كما يجب ـ تعاملوا مع شيء كوحوش برية فالوحوش البرية كل همها أن تلبي حاجتها الغريزة للأكل والإشباع دون تريث أو تدبر وهؤلاء أيضا تعاملوا ويتعاملون مع الواقع بذات الطريقة ويبدو جليا أن كل ما يهمهم هو التجاوب القسري مع تعطشهم للدماء والقتل دون مراعاة أي قيم أو موانع أكانت تلك الموانع أخلاقية أو دينية أو إنسانية وذلك برأيي ما يتعارض مع دعواتهم ومبرراتهم المتعكزة على الدين والشريعة..
* لقد كان التهاون مع هذه الذئاب المتعطشة للدماء والكائنات التي لا هوية لها سوى الإرهاب ربما خطأ من البداية ولكن لا بأس ما دمنا قد أدركنا ذلك الخطأ ولمسنا حجمه وأثره ونتائجه وأصبنا جراءه أكثر الإصابات فداحة وألما فذلك يجعلنا الآن أكثر قوة وصلابة وجدية في التعامل معه ومع مسبباته ودوافعه.. ها نحن اليوم نصحح الأخطاء الجسيمة بجرأة مثالية وعزيمة لاتنثني لحماية وطننا وشعبنا من هذا الخطر الزاحف الذي كان قد بدأ ينمو بتسارع كبير وبدأت قرونه الشيطانية تلوح تلوح مهددة ببريقها وحريقها كل لحظة وجود نحتكم عليها أو نأمل أن نعيشها كما تعيش الشعوب والأوطان الأخرى حياتها الطبيعية بهدوء وسكينة واستقرار بات اليوم داخل حدود وطننا حلما عصيا قريبا من شغاف المستحيل.
* وفي هذا السياق نلحظ جميعا أنه مع بداية هذه الحملة وحتى يومنا هذا يبدو الشارع العام في الوطن متفائلا بشكل كبير ومؤمنا بأنه بالتخلص من هذه الآفة ربما تنتهي كل مشاكل البلاد وأزماتها.. ذلك أن مناظر الدماء وبشاعة المناظر أو اللوحات الموحشة التي تهندسها أيادي هؤلاء الضالين باتت هي الشغل الشاغل وأخذت اهتمام الناس عموما عن الاشتغال بما سواها من هموم ومشكلات وقضايا سياسية واجتماعية واقتصادية وبات هم المواطن اليوم أن يتخلص من أدوات القتل التي تعيث فسادا وتنتج رعبا وقهرا وخسارا لا يخلفها سواها من خلافات ومشكلات أيا كانت.. نعم إنها لحظة الحسم التي لم تتراجع عن إدراكها القيادة السياسية ولا أظنها ستتراجع نظرا لما نتج بين أيدينا من واقع فيه من السوء والتردي ما لا يمكن أن يكون في غيره مكانا وزمانا.. وليكن شعارنا جميعا فليمت الإرهاب ليحيا الوطن.
* ومن هنا فإن تجاوب القيادة السياسية والعسكرية قد بدأت تلامس الجروح العميقة والموغلة التي من شأنها الإضرار الفادح بالوطن وبرأيي أن ذلك هو الصواب بل والأصوب فيما يمكن أن نعود فنداوي جروحنا الطفيفة ما دامت لن تزهق روح الوطن كما تفعل تلك الجروح الغائرة السامة.. وإنه ليبدو أن الشعب كاملا يشد على أيادي القيادة والجيش ويقف ذات الموقف الذي أبدته القيادة السياسية تجاه من يرى التأني والتحاور والتدبر فإلى متى سنظل نتأنى ونتدبر ونحن نموت كل يوم وكل لحظة على أيادي هذه الجماعة الضالة والبعيدة عن الهدى والعقل والبشرية بكامل صفاتها وسماتها¿! إلى متى سنظل نكتفي بالتفرج على دمائنا تسيل وأرواحنا تزهق دون سبب غير أننا نقف مكتوفي الأيدي أمام الضلال وهو يسري في جسد الوطن ويملأ عروقه بالسموم القاتلة¿! ثم مع من نتحاور بالله عليكم¿! أنتحاور مع من نبدأه بالسلام فيبدأنا بالبندقية¿ أم مع من يقطع رؤوسنا قبل حتى أن نستطيع أن نقبل رأسه طلبا للوئام والسلام¿! إن الدعوة للحوار مع هؤلاء ضرب من جنون لم نقبل ولن نقبل به مالم فقد قبلنا بالموت ليكون ديدننا وسلوكنا اليومي!! ثم مع من نتحاور حقا إذا كان من يقتلنا ويقتل أبناءنا وأشقاءنا وأبناء لحمتنا قادما من خارج حدود الوطن ليفتك فينا وفي وطننا دون ترو أو إعمال لعقل أو دين أو أخلاق¿!
قد يعجبك ايضا