مدينة بلون الروح وطعم الأدب

حامد الفقيه – اليمن


خطت ببنيانها على وجه التاريخ اسمها فكانت «الحصيب» واختط رجالها وعلماؤها زبد الفكر والعلم فكانت «زبيدا».. مدينة حن رجالها إلى الإسلام فكانوا «أرق قلوبا وألين أفئدة» منارتها في صدر الإسلام أبو موسى الأشعري أعلى الأشاعر شأنا في الإسلام فيدخل ذات يوم على النبي صلى الله عليه وسلم وبجواره أبوبكر وعمر وعثمان وعلي خامس الصحب كان أبو موسى الأشعري فيقول صلى الله عليه وسلم «الأشعريون قوم يحبون الله ورسوله ويحبهم الله ورسوله هم مني وأنا منهم.
فعالية للكاتب في مكتبة زبيد
القلم العاشق:
عاشق لست إلا يازبيد..فمنذ كنت في الصف الخامس الإبتدائي وعلى صفحات المنهج الدراسي «زبيد العلم والعلماء» درس يحاكي عقل الطفل المتعطش لمعرفتك..مدينة هي أول من دخلها الإسلام في اليمن..فنبت في قلبي عشق العشيقة وصرت أكبر ويكبر عشقها معي فمنذ العام 98م وهو تاريخ بداية العشق إلى شهر إبريل من العام 2008م وهو تاريخ الزيارة لزبيد المآثر والضياء.
عزيزي القارئ زائر لست إلا فقلمي يكتب من هذا المنطلق ولاتحمله مالايطيق فالمادة التاريخية ومايتناول الوصف الصادق قد أحيد عنه.. فدعوا العاشق يروي كما يراها قلبه وكما لمستها روحه..اللهم هل بلغت..
رحلة العلم والفكر:
كنا قد وضعنا الفكرة في جمعة أسبوع وشددنا العزم إلى بلد العزم فبعد صلاة الفجر جماعة بدأ المسير.. من ذمار شرقا إلى زبيد غربا فأتى عصر ذلك اليوم ونحن على مشارف زبيد.
تبعد المدينة عن الحديدة المحافظة100كم مررنا «بيت الفقيه» وقبائل الزرانيق تلوح لنا عن حجم قوة الصد.. نخيل تلوح في الأفق ولفح الحر يهب كنسيم مدينة المصطفى كيف لا وقد حملت أنسامها قلوب التهاميين الطيبة.
زبيد التاريخ والموقع:
هاأنا على بساط العشيقة ومن بوابة التاريخ أقف..تعتبر زبيد من أهم المعالم الأثرية في الفترة الإسلامية التاريخية التي مرت بها منذ تأسيسها في بداية القرن الثالث الهجري عندما اختطها محمد بن زياد بأمر من المأمون بن هارون الرشيد عاصمة للدولة الزيادية وقد ظلت عاصمة للدويلات المتعاقبة من النجاحية ثم المهدية إلى الأيوبية والرسولية والطاهرية ثم أصبحت مركزا ثقافيا وإداريا منذ قدوم الأتراك وحتى اليوم..ودلت الحفريات والتنقيبات الأثرية التي جرت في مدينة زبيد أنها مرت بفترات تاريخية متعددة ابتداء من تشييد جامع الأشاعر في عهد الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري في السنة الثامنة للهجرة..كما دلت مسوحات أثرية أن الاستيطان البشري بهذا السهل يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد إذ تعتبر قرية الشمية الواقعة غرب مدينة زبيد من أقدم المواقع التي استوطن فيها الإنسان القديم وجمعت الاستدلالات من الملتقطات السطحية مثل الرماح والمكاشط المصنوعة من الصوان التي تعود إلى فترة ماقبل التاريخ.
تقع زبيد في سهل تهامة الغربي بين واديين وادي رماع ووادي زبيد وتبعد عن البحر الأحمر 25كم طقسها حار صيفا ومعتدل شتاء.. وسميت زبيد نسبة إلى وادي زبيد وكما تسمى بالحصيب نسبة إلى الحصيب بن عبد شمس بن وائل بن حيدان بن عريب بن الهميسع بن سبأ يحدها من الشرق جبال وصاب السافل ومن الغرب مديرية التحيتا ومن الجنوب مديرية حيس ومن الشمال مديرية بيت الفقيه. .
الكاتب مع نخبة من أدباء زبيد
مدينة المآثر التاريخية
لعبت زبيد دورا هاما في التاريخ الإسلامي وأصبحت مصدر اشعاع علمي وثقافي بلغ تأثيره الأفق الإسلامي كله واكتسبت أهمية كبيرة على المستوى العلمي خصوصا وكان حكامها حريصين على تنمية دورها العلمي ولقد تميز الطابع الحضاري لمدينة زبيد بالمساجد التي يبلغ عددها «85 جامعا» من جامع الأشاعر إلى الجامع الكبير والذي يعد ثاني أكبر جامع في المدينة ويعتبر كنزا من كنوز الحضارة العربية حيث توجد بصمات الدويلات الإسلامية المتعاقبة عليه..كما تتميز بعدد كثير من المدارس العلمية ومن أهمها المدرسة العصامية في العهد النجاحي والدحمانية الهكارية ومدرسة الميلين في العهد الأيوبي والمدرستان المسمتان بالعلويتين للملك المنصور بن رسول.
يحيط بمدينة زبيد القديمة سور من الياجور شيد في القرن الثالث الهجري في عهد الأمير سلامة الذي جدد هذا السور وأضيفت إضافات أخرى في عهد الدويلات التي توالت حتى هدم في عهد الدولة العثمانية وأسند بناؤه إلى القاضي الحسين بن عقيل الحازمي قاضي زبيد ويوجد للمدينة أربعة أبواب أثرية قديمة مبنية من الآجر «الطوب» جميلة المنظر تتوزع على السور القديم من جهاته الأربع هي:ـ
ـ باب سهام ويسمى نسبة إلى وادي سهام ويقع في الجهة الشمالية وذكر ابن الديبع أنه كان باب المدينة وغرتها.
ـ باب الشبارق: ويقع شرق المدينة وسمي بالشبارق باسم التي القرية تقع شرق زبيد.
ـ باب القرتب: ويقع إلى الجنوب من المدينة وهو ينفذ إلى وادي زبيد.<

قد يعجبك ايضا