غرابة
محمد المساح
إنطوت نظرته على شيء من الغرابة وهو “يعلي” في “مجحم” ذهنه هكذا أخذته غرابة عجيبة في تلك اللويحظة.
جاء إليه الطفل وفي يده لعبة مسدس بلاستيكي يعمل على بطاريتين صغيرتين من نوع “القلم”.
أصوات متتابعة تحاكي في صوتها إطلاق الرصاص للألي ثم ينبعها صوت قذيفة مدفع يليها صوت صفير سيارة النجدة ثم يليها صوت تنبيه سيارة الإسعاف يليها صوت لم يعرفه.. فتبرع الطفل وقال له: هذا صوت موسيقى.. استغرب للأمر بداية كيف استوعب الطفل تلك الأصوات وشرحها له بالتفصيل الثاني.. كيف فاته هو وهو يشتري اللعبة المسدس البلاستيكي ولم ينتبه أن كل تلك الأصوات يطلقها المسدس ثالثا.. أشار إليه الطفل.. أن أجمل شيء في لعبته ذلك الضوء الأحمر الذي يرسله المسدس وكان يعجب الطفل أن يخرج إلى الظلام وهناك يتراءى الضوء الأحمر – انظر إلى الضوء.. ما أجمله في الظلام.. تركه الطفل وعاد يتساءل مع نفسه حقيقة ألم يجد لعبة أخرى يشتريها للطفل لكنه تذكر أن الطفل نفسه من أوصاه أن يشتري له لعبة مسدس.. تلك الغرابة الأولى.. أما الغرابة الأخرى فهي تساؤله مع نفسه.. هذا الطفل لا يدري.. ما يعتمل في النفس من هموم.
سعده مهما كان الطفل فهو منغمر في حسية الحياة إنه يلتهم تفاصيلها ولا يهمه في سنه.. أو تلك اللحظة هل الحياة صعبة قاسية جميلة إنه في مبتدأ الحياة أقنع نفسه بعدها بأنه يستغرب لبديهيات.. لكن عبور الأفكار كالسحب في رأسه استدركت أيضا العودة بذاكرته إلى طفولته البعيدة في الزمن وحاول متأنيا إن يدفع الذاكرة “ريوس” وجد.. أن الذاكرة مطموسة شريطها في تلك النقطة ولو حاول.. أن يجمع بعض التفاصيل فهو في حاجة إلى مران ممارس “اليوجا” حتى يصل إلى حالة الاستفراق الكامل وبالتالي يؤهل الذاكرة للغوص إلى الوراء.. بكل سهوله .. آخر الأمر والغرابة تدفعه من غرابة إلى غرابة..وجد نفسه في هم جديد.. ضرب بكفه على جبهته وقال: هذا يكفي.