نادي وحدة صنعاء، غيَّر النظرة التقليدية المجسدة عن النادي في اليمن، فخرج من ذلك الجلباب، الذي حبست كثير من الأندية نفسها فيه.
حيث يشهد النادي للعام الثاني على التوالي احتضان مهرجان خيرات اليمن للفواكه، والذي تقيمه وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية بأمانة العاصمة صنعاء.
في العام الماضي، شهد النادي خلال خمسة أيام، حراكاً اجتماعياً وشعبياً، مكن كثيراَ من الأسر اليمنية التي في حياتها لم تدخل نادياً رياضياً من زيارة النادي والتعرف على مكوناته ومرافقه، وكثير منها سجلت أبناءها في مختلف ألعابه الرياضية.
قد يعترض البعض على إقامة مهرجان للفاكهة داخل ناد رياضي، البعض منهم خوفا من تأثر الأرضية، وهذا يحتاج للاهتمام والعناية كما كان عليه الحال في العام الماضي.
أيهما يروج للآخر، المهرجان يروج للنادي أم النادي يروج للمهرجان؟ للمهرجان! سؤال جدير بالطرح.
للإجابة على هذا التساؤل، علينا النظر كيف أصبحت مقرات الأندية العربية والعالمية ملتقى للكثير من الفعاليات الثقافية والفنية والاجتماعية، ومن خلالها شهدت تلك الفعاليات نجاحا كبيرا، فيما شهدت تلك الأندية إقبالاً من جميع الفئات، ولم تعد فقط مكاناً للرياضيين.
إدارة مجلس نادي وحدة صنعاء الرياضي والثقافي والاجتماعي ممثلة برئيسها أمين جمعان، نجحت في استقطاب الأسر اليمنية إلى النادي، وجعلته متنفسا لها من خلال ما يحتويه من ألعاب ترفيهية وكافيه وممشى للراغبين بممارسة رياضة المشي، في أجواء آمنة وبعيدة عن التلوث والضوضاء واسطبلات وخيول لمحبي رياضة الفروسية.
مهرجان خيرات اليمن الثاني الذي يحتضنه النادي، بداية من يومنا الـ4 من أكتوبر وحتى الـ 8 منه، فرصة متجددة للأسرة اليمنية بكاملها، من نساء ورجال وأطفال وكبار السن، لزيارة الصرح الرياضي والثقافي والاجتماعي، وترغيبهم في الرياضة؛ إضافة للتجول في أرجاء المهرجان ومشاهدة أروع ما تجود به الأرض اليمنية من خيرات فواكهها بمختلف أصنافها.
نادي وحدة صنعاء من خلال احتضان المهرجان للعام الثاني على التوالي، يقدم خدمة وطنية للمزارع وللمسوقين وللمواطنين..
خدمات النادي للمواطنين، طرقت الجانب الديني أيضا، فقد أقيمت أكثر من صلاة لعيدي الفطر والأضحى فيه، ويتحول المكان الذي يتبارى فيه اللاعبون إلى ساحة عبادة لله تعالى .
تجربة نادي وحدة صنعاء في إقامة مثل هذه المناسبات الدينية والثقافية والاجتماعية والكرنفالية، جديرة بأن تنتقل إلى أندية أخرى في أمانة العاصمة وبقية المحافظات.
كثير من المواطنين لا يعرفون عن أي ناد إلا سوره الخارجي فقط، أما ما بعد ذلك السور، فهو حكر على الرياضيين وليسوا كلهم، بل الممارسين للعب فيه فقط!!.
لهذا فإن تجربة نادي الوحدة جريئة وفريدة وتستحق الإشادة، طالما وأن احتضان مثل هذه الفعاليات يعرف الناس به وبالرياضة، وطالما أنها لا تضر بمكوناته من خلال حسن التنظيم الذي يحافظ على ممتلكات النادي.
الوحدتان وحدة صنعاء ووحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية بأمانة العاصمة صنعاء، تدعوان المواطنين لزيارة النادي والتجول في معارض المهرجان المطرز بأجود أنواع الفاكهة اليمنية.
كل من تحدث في المهرجان الأول عن أنه سيؤثر على مكونات النادي وسيصيبها بالضرر، تلاشى كل ذلك بعد زيارته للنادي عقب انتهاء المعرجان، وهو يجد النادي كما هو قبلة للرياضة والرياضيين، ولهذا فإن ما يقوم به النادي مثير للإهتمام وجدير بالتقدير.