المبدع والمثقف اليمني وثورة الاتصال الحديثة (1-2)
لقاءات/ محمد القعود

أدت ثورة الأتصال وتقنياتها المتلاحقة إلى انفتاح الأبواب والآفاق أمام كل مبدع وأديب ومثقف ليتواصل مع الأخرين ويطلع على التجارب الإبداعية والثقافية في مختلف أرجاء المعمورة دون حواجز أو موانع.
كما أدت إلى استفادة الكثير منهم في تطوير نصوصهم وكتاباتهم وانفتاحها على عوالم جديدة.
ترى إلى أي مدى استفاد المثقف والمبدع اليمني من تقنيات ثورة الاتصال الحديثة في تطوير نصوصهم الإبداعية والثقافية والتواصل مع أقرانه العرب ونشر آرائه وإبداعاته..¿ ذلك ما طرحناه على مجموعة من المبدعين والمثقفيين .
في السطور التالية نتعرف على إجاباتهم وآرائهم المختلفة.
المبدع هو المبدع
• الشاعر والناقد إبراهيم طلحة: نستطيع أن نزعم أنه استفاد إلى حد كبير لا سيما مع تغييب الصحافة الورقية والإعلام التقليدي لأدواره لاعتبارات سياسية أحيانا أو بطريقة التضييق على نفسيته وحرمانه من حقوقه المادية والمعنوية.. وعلى العموم المبدع هو المبدع أكان في الفيس بوك والصفحات الرقمية والإلكترونية أم في الصفحات الورقية.. الإبداع يشتعل بشخطة قلم أو بضغطة زر والآلة تقدمه فقط.
تحطيم العزلة
• الشاعر أحمد المعرسي: أستطيع القول إن تقنية المعلومات أخذت بيد المثقف العربي عموما واليمني خصوصا من سجن العزلة إلى فضاءات التواصل, وأنها أسرت بنتاجه الأدبي من ليل التهميش إلى صباحات الدهشة. لهذا أعتقد أن هذه الثورة المعلوماتية قاربت بين الثقافات وكسرت حواجز الزمان والمكان وأسست لمشهد ثقافي مختلف.
تطوير إنتاج المبدع
• الأديبة والقاصة بلقيس احمد الكبسي: مما لا شك فيه أن ثورة الاتصالات التكنولوجية والمتمثلة بمواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها قد اخترقت حواجز المكان والزمان وكسرت جدار البعد المكاني واجتازت صعوبة الوصول والحضور وعملت على إمكانية المشاركة الفاعلة للنصوص الأدبية الشعرية والسردية وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية والحضور الآني وتبادل الآراء والخبرات والاستفادة من النقد الهادف عبر الأربطة الأدبية والمنتديات والمجموعات الإبداعية سيما المشاركات الخارجية والتي يتعذر على المبدع أو الأديب شاعرا كان أم ساردا قصصيا أو روائيا حضورها نظرا لعدة عوائق فقد عملت مواقع التواصل الاجتماعي على تسهيل عملية التخاطب في قالب أدبي أنيق وراقي بين أبناء المجتمع الواحد والمجتمعات الأخرى وعملت على تطوير نتاج المبدع الأدبي وإثراء جوانبه وصقل مواهبه.
الألمام بإبداع الآخر
• الشاعر زياد السالمي: تعد ثورة الاتصالات متنفسا منح الكثير من المعوزين فرصة الإلمام بإبداع الآخر وبأقرانه أيضا حتى يملك تقنيته الخاصة التي تمنحه التميز عمن سواه هذا بالنسبة للمجتهد الذي يسعى دائما إلى فنقلة التجارب لا يهم أيصال ونشر إبداعاته بقدر استفادته بتطوير تجربته يحكى أن بورخيس قال إن أول طبعه من كتبه تحددت بثلاث مائة نسخة قام بتوزيعها بين أصدقائه ومائة نسخة للصحف بغرض إثبات ذات إبداعية مكنته في الأخير مع قلة معجبيه آنها أن يحاول حتى صار علما لكل مبدع عالمي وأستاذا تتلمذ على كتابته سوامق الكتاب والمبدعين هذا المثل يمنح المرء فرصة من القول أن القليل الذي يقرأك يغنيك عن ركام لا يعي سوى كم باع وكم كسب وكم طبع أو كم حاز على إعجابات من ذوي هذا التواصل باعتباره سمة عصرية .. يكفيني أن أكتب نصا وأقدمه وألمس الكثير من الرضا والدهشة في قلوب من أود أن يقرأوا لي وإن كان تخاطرا … شكرا أستاذ محمد أيها الأستاذ القدير الفاضل على هذا السؤال الذي يقارب مدركات الإبداع ومقتضيات الضرورة الإبداعية .
ثورة إبداعية
• الشاعر نبيل القانص: ثورة الاتصالات و التواصل الاجتماعي كانت و مازالت بالنسبة للمبدع اليمني ثورة إبداعية استطاع من خلالها التعرف على مواهبه و قدراته بشكل أكبر و استطاع أن يجد لنفسه مكانه في المشهد الثقافي بتواصله مع جمهوره و نخب المثقفين و أقرانه الإبداعي في الداخل و الخارج و الاستفادة من التنوع الفني و الشكلي لكل فن من الفنون الكتابية و البصرية لكي يتفنن هو بدوره في مجاله الغبداعي و يطور تجاربه من خلال الاطلاع و تذوق تجارب الآخرين و تقبل أفكارهم و أساليبهم الفنية و الخروج ببصمة و نكهة خاصة به في مجال إبداعه … و استفادته من تقييم القراء و المتذوقين و المثقفين و المبدعين و النقاد لأعماله يخلق بداخله الدوافع النفسية التي بها تجدد إبداعه و تتجلى تجربته و يستمر في انطلاقاته المضيئة و توهجه الأنيق .
تنوع وسائل المعرفة
• الشاعر عبدالحميد الرجوي: كغيره من مثقفي وطننا العربي الكبير ما من شك أن المثقف و المبدع اليمني قد استفاد من ثورة الإتصالات التي بلغت ذروتها في الألفية الثالثة وذلك من خلا