عöيـــــــــد العمـــــــــال!

علي أحمد بارجاء

 - أتذكر من أغاني الاحتفال بعيد العمال أغنية للمطرب كرامة مرسال يقول شاعرها في مطلعها: 
(يا عيد العمال المجيد يا واحد مايو ** استقبلتك الجماهير والكل هنوا)
فهو إذا

أتذكر من أغاني الاحتفال بعيد العمال أغنية للمطرب كرامة مرسال يقول شاعرها في مطلعها:
(يا عيد العمال المجيد يا واحد مايو ** استقبلتك الجماهير والكل هنوا)
فهو إذا كما وصفه الشاعر يوم مجيد استقبلته الجماهير بالتهاني! وإنه لشيء عجاب! ولكنه الشöعúر الذي يزيöن الأشياء ويعظöمها.
في العيد ترى الناس مبتسمين في زينتهم, يوسöعون على أنفسهم وعلى عيالهم, إلا في عيدö العمال, وهم الغالبية في أوطانهم إذا عددنا كل من يعمل لدى الدولة عمالا, وأدخلنا فيهم الموظفين, فالعامل هو الذي يقف خلف آلة من آلات الإنتاج, ومع ذلك فكل موظف مهما كان عمله, لا بد أن يقف خلف شيء ما, والعبرة في أنه يؤدöي عملا منتöجا, ويقدم خدمة لوطنه وأمته, فكلنا بهذا المفهوم عمال ابتداء من البواب حتى رئيس الجمهورية مع خصوصية بعض الوظائف عن سواها.
والاحتفال بعيد العمال, أو اليوم العالمي للعمال في بلادنا ـ(وما يوم حليمة بöسöر)ـ لا معنى له, ليس لأنهم لا يستحقون الاحتفاء به, بل لأنهم يستحقونه بجدارة, فهم يعملون بجد واجتهاد من أجل تطوير وطنهم والنهوض به ولكن لأنهم لا يجدون حقهم من التقدير والرöعاية, ولأنهم لا يحصلون على راتب مجز يعيشون به عيشا كريما, فقد تجاوز عيد العمال الاحتفاء بتحقق مطلبهم القديم في تحديد ساعات العمل إلى ثمان ساعات, وصار من حقöهم المطالبة بكل شيء يحقöق رفاهيتهم.
لو سألنا كل عامل من أهل الخصاصة, وليس من أهل الخصوصية: كم المبلغ الذي يدخöره من راتبه شهريا ليصرفه في رحلة سياحية داخلية أو خارجية مع أسرته مرة كل سنة أو سنتين¿ لكان الجواب: (صفر) أو (لا شيء). بل لو سألنا كل عامل: هل يكفي راتبه الشهري ليقدöم لأسرته أفضل وأجود الغذاء والملبس والعلاج والتعليم والترفيه¿ أيضا سيكون الجواب بالنفي! وهل يمتلك كل عامل بيتا يعيش فيه آمنا من جشع المؤجرين¿ وهل¿ وهل¿ وهل¿
أليس من حق أيö مواطن على الدولة أن توفöر له العمل الذي يغنيه, والراتب الذي يكفيه, والبيت الذي يؤوöيه¿ نعم هذه من الحقوق الأصيلة لكل مواطن, فما بال العامل والموظف الحكومي من غير أولي الخصوصية لم ينل شيئا من حقوقه كاملة! فما هو حال من لا يعمل لدى الدولة¿
هل سألنا أنفسنا ونحن نحتفل بعيد العمال العالمي: كيف هو حال العمال في شيكاغو نفسها, وفي غيرها من دول أميركا وأوروبا وشرق آسيا¿ أو بمعنى أكثر دöقة, في الدول المتقدمة التي يحق للعمال فيها أن يحتفلوا بعيدهم لأنهم هم سادة الموقف, وهم وراء النهضة العلمية والصناعية والاقتصادية والتجارية فيها¿ فهل هم مبخوسون مثل عمالنا الذين ينحتون الأحجار, ولكن لم تتحقق لهم أبسط الأوطار¿ وظلوا يعانون ويطالبون ولم يجدوا لمطالبهم المشروعة أذنا صاغية!
في الدول المتقدمة فقط يحق للعمال أن يحتفلوا بعيدهم, بينما في بلادنا ينبغي أن نغيöر اسم اليوم الأول من مايو إلى (يوم التذكير بمعاناة العمال), حتى يتغير الحال, وحتى يصبحوا كالعمال في تلك الدول, وإن كنت أقترح أن يعبöر عمالنا من غير أولي الخصوصية عن مطالبتهم بحقوقهم المشروعة أسوة بعمال العالم بعدم الاعتراف بهذا العيد, وأن يرفضوا أن يكون يومهم هذا يوم إجازة, بل يصمöموا على الذهاب إلى ممارسة أعمالهم فيه بدوام كامل ومن غير أجر احتجاجا على حالهم وعيشهم المتردöي.
وكل عام وعمال بلادنا في حال أفضل, منعمين بحياة وعيش أرغد.

قد يعجبك ايضا