أولوية الأمن والاقتصاد في مكافحة الإرهاب

أحمد الزبيري


الأمن هو الأساس للاستقرار بمفهومه الشامل الاجتماعي الاقتصادي والسياسي وبدون الأمن والاستقرار لن يكون هناك استثمار أو تنمية أو بناء أو تطور في اليمن, والأوضاع الأمنية المتدهورة تتداخل وتتقاطع وتتلاقى في أسبابها وعواملها مع مجمل الصعوبات والتعقيدات التي واجهها اليمن, وبالقدر ما يكون الأمن سببا بذات القدر هو نتيجة لذا يصعب الفصل بين المشاكل التي نواجهها على مختلف الصعد, والترابط والتلازم وثيق ولكن هذا لا يعني وجوب مواجهتها كلها دفعة واحدة , فهذا أكبر من قدرة اليمن وشعبه وجيشه ومؤسسته الأمنية ولابد من أولويات في التصدي لكل تلك الأخطار انطلاقا من إدراك أي منها تكتسب موقعا محوريا في عملية المواجهة.. وهنا تأتي المعركة مع الإرهاب لتحتل الصدارة في قائمة أولويات هذه الفترة التاريخية الدقيقة والحساسة في طريقنا إلى إنجاز الانتقال بالعملية السياسية إلى مستوى جديد يفترض فيه أن يتجاوز اليمنيون الماضي إلى مستقبل مغاير لكل ما عاشوه من أزمات متراكمة أنتجتها صراعات وحروب وتفكير سياسي ضيق الأفق ومحدود وقاصر عن استيعاب الفرق بين أن تعمل من أجل بناء دولة والعمل من أجل ترسيخ سلطة لحزب أو منطقة أو قبيلة أو جهة أو طائفة أو مذهب.
وطبعا لا نقصد في ما ذهبنا إليه تحميل المسؤولية أطراف أو قوى سياسية بعينها أو المجتمع الذي بكل تأكيد السلطة أو النظام السياسي هو انعكاس له, وهذا ليس ما نريد الوصول إليه بل هو توصيف وتشخيص لما مر بنا ولما نعيشه حتى نتمكن من الخروج من عنق الزجاحة الذي نجحنا منذ بدء التسوية السياسية للمبادرة الخليجية ومن مؤتمر الحوار الوطني الوصول إليه مع معرفتنا أن هناك قوى وأطرافا داخلية وخارجية تسعى إلى الحيلولة دون استكمال هذا النجاح إما لاعتقادها أن ذلك يتعارض مع مصالحها أو مشاريع الأجندة الخارجية التي هي الأخرى منبثقة من تصورات خاطئة,لأن استقرار وأمن وازدهار اليمن استقرارا للمنطقة ويصب في خدمة المصالح الحيوية الاستراتيجية للعالم خاصة إذا عرفنا أهمية الموقع الجيوسياسي له.
وعودة إلى أولوية الحرب على العناصر الإرهابية التي أشار الأخ الرئيس إلى أن 70 % منهم ليسوا يمنيين ويحملون جنسيات لدول تمتد من الشرق الأوسط إلى أوروبا والأميركيتين, ويفهم ضمنيا أن المقصود من قدموا إلى اليمن في الآونة الأخيرة, وهو ما يعني أن هناك من سعى ويسعى إلى تحويل اليمن إلى ساحة تعيث فيه تلك العناصر الإجرامية الدموية فسادا بما تمارسه من قتل للأبرياء ودمار وخراب وفوضى لا تبقي ولا تذر مستغلة العناصر الإرهابية ومن يقف وراءها الظروف التي يعيشها اليمن وبالذات الاقتصادية الضعيفة والهشة والتي بسبب الأزمة وما أفرزته أحداثها من تداعيات كان لها بالغ الأثر على التنمية لتتراجع معدلاتها التي ستكون لها إن استمرت تأثيرات سلبية كبيرة ناتجة عن اتساع مساحة الفقر والبطالة وتدني التعليم وتراجع الخدمات الاجتماعية مشكلة كل هذه البيئة الخصبة لإنتاج واحتضان ظاهرة الإرهاب التي تعمل الدولة رغم كل ما تواجهه من مصاعب وتحديات ترتبط باستحقاقات إنجاز التسوية السياسية على مكافحة الإرهاب, واستطاعت منذ عامين الانتصار عليه في محافظة أبين, والآن تخوض معركة جديدة معه في شبوة, وتهدف في هذا إلى ضربة استباقية قبل استفحال هذه الآفة وفقا لمعطيات جديدة ترتبط بالأوضاع في أكثر من بلد من بلدان المحيط الإقليمي والعربي, وملمح ذلك واضح في أن الغالبية العظمى من الإرهابيين ليسوا يمنيين ليحمل ذلك مؤشرات ما يمكن أن ينزلق إليه اليمن إذا لم يقف الأشقاء والأصدقاء إلى جانب الشعب اليمني وقواته المسلحة والأمن في معركته ضد الإرهاب.

قد يعجبك ايضا