قاعه أخرى …. معركة أخرى !!!
عبد الرحمن بجاش

ما كدنا ننسى الابتسامة الساخرة الأولى إلا وأصر عناوين التخلف على ان يضحكونا مرة أخرى وبمرارة !! , فقد أهداني صديق عزيز فيديو تابعته بحنق لما أسماه المعركة الأخيرة في قاعة الأفراح بين الشيخ والشيخ!! , وتنقل الكاميرا حالة الهرج والمرج بعد صوت طلق ناري من مسدس , والناس يصيحون وكل يحمل ما وصلت إليه يداه من قات وماء , ويبدو أن بعضهم خرج حافيا , ويا روح ما بعدك روح , فقد كان المرافقون كل من مكانه يتحفز لخوض معركة شيخه الأخرى وليس الأخيرة , ويا رحمتي على صاحب الفرح !! فقد دعا هؤلاء ليرسل رسالة فحواها أهمية مركزه الاجتماعي بدليل حضور الشيخ والشيخ ولم يدر بخلده أن بعض المشائخ قرر أن ينقل معاركه إلى قاعات الأفراح !!! حيث جمهور المتفرجين أكبر !!. ذات صباح قذف أحدهم بنفسه إلى مقدمة سيارة صاحبي فأصيب بخدوش , نقل على أثرها إلى المستشفى , وظل صاحبي يعالجه ويصرف عليه قرابة الشهرين , ولما سألته عن ظروف الحادث قال : رأيته واقفا على الرصيف عمره يناهز الستين وفجأة تجاوز من أمامي فلم استطع تفاديه , علق صديق مشترك : يا بو حميد إذا شاهدت احدهم يقف على الرصيف وأنت مار فاحمل معك مسجلتك وانزل اعمل معه مقابله على طريقة الصحفيين ومن سؤال واحد : كيف حالتك النفسية , وهل ستقفز الآن أو ستؤجل إلى فرصة قادمة ¿¿ , الآن على التلفزيون اليمني أن يتفق مع الأرصاد على إضافة التالي إلى نشرة الأحوال الجوية ( يسيطر على البلاد منخفض جوي وخاصة على قاعة الأفراح الكائنة , ويتوقع أن يحضر الشيخ قرعان وفرعان وفرعون ويمتنع الشيخ فازع عن الحضور ترافقه عشر سيارات مدججة ومرافقين يحملون كذا من أنواع السلاح ) , ليقرر بعد سماعها من يريد أن عليه الذهاب إلى العرس أو لا !!!, اما أن نذهب بدون نشرة أحوال الطقس المقترحة إلى قاعات صواريخ ( لو ) وكل أنواع الرشاشات فأولادنا لا يزالون بحاجتنا !! , واقترح أن يضاف إلى درجات حرارة المدن درجات حرارة المشائخ خاصة من يعرفون بدرجة حرارة شخصية عالية , فيكون إجمالا : درجة حرارة الشيخ فلان كذا تحت الصفر , كذا فوق الصفر , وبعدها كل يتحمل مسؤولية نفسه , ذلك فاصل من مرارة نحسها في أفواهنا , فكأن علينا أن نظل طوال أعمارنا تحت رحمة هؤلاء الذين يتعاملون مع الأمر العام على أن البلاد ملكهم بعد أن ورثوها من آبائهم , وبقية الناس مجرد رعية , والمصيبة أنهم يخرجون بعد كل معركة ألسنتهم في وجوهنا ( نحن نضحك عليكم ), بعد أن يكونوا قد حكموا بعضهم , والضحية أمثال ذلك الحارس الذي ظل محبوسا ثلاثة أيام في سجن المحافظ بعد معركة القاعة الأولى , بينما أصحاب المعارك يخططون إلى معركة أخرى في قاعة أخرى !!! فقط اسألهم : ألا تخجلون بعدها ¿¿……. ولا عزاء للقانون …….
