مخاطر التحوير الجيني على التربة والإنسان

أحمد سعيد شماخ


أحمد سعيد شماخ –
عبر العصور عمل الإنسان على تحسين المنتجات الزراعية بالطرق التقليدية وملاحظته لسنوات عديدة للاختلافات الوراثية داخل كل عشيرة نباتية ثم اختيار أفضل البذور منها وعزلها عن الأنواع المماثلة لها ومن ثم القيام بزراعتها في وقت لاحق .ومع تطور الأبحاث الذرية مؤخرا أمكن استخدام التطفير الجيني في إدخال تغييرات على بعض السلالات النباتية واكتسابها صفات جديدة وإحداث تغيرات جوهرية في العديد من نباتات المحاصيل الزراعية كالحبوب والخضروات والفواكه وغيرها ووفقا للأبحاث والأدبيات الخاصة بالأغذية المحورة والمعدلة جينيا تم في العام 1973م نقل الجينات بين أنواع مختلفة من البكتيريا وقد فتح هذا العمل أفاق جديدة لاستعمال هذه التقنيات في نقل جينات عادة ما تكون حاملة معها لبعض الصفات المستحبة من كائن حي نباتي أو حيواني أخر بهدف تحسينه وتطويره الأمر الذي أدى معه إلى تطوير التقنيات الحيوية واتساع أنشطتها والتي كان لها آثار هائلة في كل اقتصادات العالم تلى ذلك ما اتفق العلماء على تسميته بثورة الأنزيمات كانزيمات البلمرة وأنزيمات القطع المتخصصة وأنزيمات النسخ العكسية إلى أن أصبح بإمكان وضع المادة الوراثية على مائدة العمليات بحيث تحذف منها مقاطع أو يضاف إليها مقاطع أخرى أو يعاد صياغتها بحيث تعبر عن ذاتها بطريقة جديدة وهذا ما يسمى بالتطعيم الجيني فالأغذية المحورة جينيا ناجمة عن أحياء نباتية أو حيوانية محورة جينيا أو أنها تحتوي على مادة وراثية بروتين ناتج عن تعديل جيني ومن الأمثلة على ذلك ما تم تحويره جينيا مثل الطماطم وفول الصويا والذرة والرز والبازلا والقمح ففي العام 1990م ظهر إلى السطح أولى سلالات النباتات المحورة جينيا مثل الرز والقمح والشعير ومنذ ذلك التاريخ وحتى اللحظة تتزايد هذه النباتات المحورة يوميا وفي العام 1995وافقت وكالة حماية البيئة EPA ولأول مرة على إجازة نوع من البطاطس كأول محصول تجاري محور جينيا يمكنه مقاومة الحشرة المعروفة باسم خنفساء كولورادو أما فول الصويا المحور جينيا فقد كان في العام 1999م يشكل 57% من إجمالي المساحة المزروعة مقابل نسبته 42% كانت في العام 1998 كما تم في العام 2003م إجازة أول محصول قمح محور جينيا بكميات تجارية في الولايات المتحدة وهذا النوع مقاوم لمبيدات الحشائش تبعه نبات الذرة الشامية المزروعة في الولايات الأمريكية والمحور جينيا لمقاومة الحشرات ومبيدات الحشائش والمحاصيل الأخرى كالأرز وغيره أما في الدول النامية فلا تزال الأبحاث في بداياتها لهندسة المحاصيل جينيا باستثناء الصين التي أصبحت اليوم تحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث الطاقة البحثية وربما تصبح الأولى عالميا في غضون سنوات مقبلة من حيث الطاقة البحثية بهذا المجال ورغم فوائد تلك الاكتشافات إلا أن هناك جملة من المخاطر والتخوفات من هذه الأغذية المحورة والمعدلة جينيا والذي يصل إلى اليمن الكثير منها لاعتبار أن اليمن يستورد أكثر من 90% من حجم احتياجاته في بلد تنعدم فيها كل الشروط والمقومات لمعرفة سلامة هذه الأغذية تتمثل هذه المخاطر في الآتي:
• عدم ضمان سلامة هذه الأغذية نتيجة تداول هذه الأنواع غير المعروفة المخاطر فهي في معظمها أغذية ونباتات تتكاثر وتتبادل الجينات مع أنواع محلية قريبة منها والتي قد تحدث فيها طفرات تنتقل بين الأنواع ما يهدد سلامة البيئة والإنسان .
• وجد أن النباتات المحورة جينيا وبما لايدع مجالا للشك أن لها آثار ضارة بالكائنات الأخرى حيث وجد العلماء أن المحاصيل المحورة جينيا بإدخال جينيات BT تفرز سموما بكميات كبيرة جدا تكفي لقتل كائنات دقيقة داخل التربة وبعض الحشرات التي أطعمت في البطاطس المحورة جينيا وضعت بيضا أقل من تلك التي تغذت على بطاطس غير محورة جينيا .
• جميع النباتات المحورة جينيا لا تنتج بذورا بمعنى أن الفلاح اليمني على سبيل المثال لايستطيع أن يستخدم البذور في الموسم التالي فالمزارع سيبقى طوال حياته الزراعية معتمدا على الشركات المنتجة لهذه النباتات بمعنى آخر أن الشركات الكبرى ستظل محتكرة لهذه البذور والنباتات في الأسواق لتبيعها بالسعر والوقت الذي تراه مناسبا لها.
• وعلى الرغم من أن النباتات المحورة جينيا قد أنتجت أصنافا وحققت زيادة عالية في محصول القمح والرز والشعير وغيره من الأصناف الأخرى في كثير من البلدان لذا فإن عددا كبيرا من المزارعين اليمنيين قد يتخلون عن عدد كبير من البذور والمحاصيل والنباتات المحلية والسلالات اليمنية القريبة منها من شأن ذلك أن يؤدي إلى القضاء على قدرة المحاصيل التقليدية اليمنية وعلى التلاؤم مع بيئة طبيعية مختلفة وظروف نمو متباينة حيث إننا سوف نخسر جراء ذلك ما توارثناه عبر التاريخ من أجدادنا من تنوع جيني لمحاصيلنا الزراعية وفقدان التنوع الحيوي واندثار المورد الجيني و

قد يعجبك ايضا