كلمات حق ماذا يراد بها ¿¿

ناجي عبدالله الحرزي


حاولت أن أتلمس نقاط الاتفاق أو الخلاف مع الأخ الأديب والكاتب الوزير السابق وعضو مجلس الشورى الحالي الأستاذ خالد الرويشان فيما طرحه عندما ظن – وإن بعض الظن إثم – أن توصيف ” الدولة الرخوة ” كاف وملخöص لما هو حاصل في اليمن فوجدت نفسي أتفق معه في كثير من سلبيات الواقع المر الذي نعيشه..
وهي سلبيات لا يستطيع أن ينكرها متتبع أمين للواقع اليمني بما فيهم الأعزاء ممن ضاقوا درعا بالمقال واعتبروه مسيئا لرئيس اليمن ولرئيس الجمهورية ..
لكنني شعرت بالحاجة للاختلاف معه في استنتاجه أن بلادنا وقد أصبحت دولة رخوة – كما وصفها في ظنه – ترهلت بفقدان الإرادة وتساقطت بسوء الإدارة وانعدام الحزم والعزم..
وأنها أصبحت دولة غير قادرة على تنفيذ القانون وأحكام القضاء..
هنا لابد من الخلاف مع الأخ الرويشان الذي أشار إلى الدولة اليمنية وكأنه يتحدث عن كيان أو كائن غريب لا علاقة له هو شخصيا كعضو في مجلس الشورى أو لزملائه أعضاء مجلسي الشورى والنواب أو أعضاء مجلس الوزراء أو حتى عموم اليمنيين بها!!
وكأن الدولة التي تحدث عنها شيء غير ملموس ..
وكأن من في اليمن من بشر لا علاقة لهم بهذه الدولة الهلامية!!
صحيح أن هناك مشاكل متعلقة بالأوضاع الأمنية والطاقة كهربائية وبالعجز عن دفع مرتبات الموظفين في موعدها!!
وقد تكون سفريات وزراء اليمن هذه الأيام في نظره ونظر آخرين أكثر سفريات في تاريخ هذه الدولة الناشئة!
كما قد يكون هناك قصور في تعامل الأجهزة الحكومية مع قطاع الطرق والمجرمين والإرهابيين!
وقد يكون في اليمن أكثر من خمسمائة وزير حالي وسابق ووكيل وزارة و محافظ حالي وسابق إضافة إلى مئات القادة العسكريين الذين يمكنهم إدارة وتسيير أمور إمبراطورية عظمى وليس فقط دولة صغيرة كاليمن!
كما قد يكون هناك خلل في أداء الإعلام الرسمي المشغول ببرقيات التهاني والتعزية
وقد تكون مستشفيات اليمن غير قادرة على علاج المرضى..
كما قد تكون مطارات اليمن مشغولة على الدوام بالأعداد المتزايدة من المغادرين الباحثين عن الدواء أو عن فرصة عمل وحياة أفضل في الخارج.
وصحيح أن في اليمن الكثير من مصاصي الدماء الذين لم يشبعوا من نهش لحم اليمن واليمنيين ونهب خيراتهم.
وأن هناك الكثير من العربات الفخمة المدرعة التي يتحصن بها وزرائنا وكبار موظفينا ولا تكاد تصرف لجنودنا المغدورين ولضباطنا المقتولين !
لكن بالتأكيد من يدير هذه الدولة اليمنية ويتحمل مسئولية مشاكلها العديدة هم أبناء اليمن جميعا سواء في ذلك من شاءت أقدارهم أن يتحملوا المسئولية في ظل الظروف الراهنة الصعبة التي تعيشها البلاد والتي نعرف جميعا من أوصلنا إليها كما يجب أن نعترف أننا جميعا وخاصة بعضنا ممن كانوا في موقع المسئولية ذات يوم نتحمل مسئوليتها!!
من يتحملون مسئولية إدارة شؤون البلاد والعباد هذه الأيام هم منا والينا وهم بالتأكيد يعرفون ما يريدونه ويسعون لأداء مهامهم وفقا لمقتضيات الظروف الراهنة ..
ولو لم يجتهدوا كما قدر لهم لما كان في اليمن من لديه القدرة على العيش ومواصلة الحياة الطبيعية كما هو حال العزيز الرويشان وحال كثير من الوزراء السابقين ممن فقدوا مناصبهم وبعض امتيازاتهم وما يزالون يتطلعون لفرصة أخرى مكتفين بتوجيه النقد و الفرجة والحرص على استلام مرتباتهم ومخصصاتهم الشهرية وكأن ما بأيديهم حيلة!!.
وأما حكاية السم الإسرائيلي في ضاحية الجöراف بالعاصمة والتي ورد في مقال الوزير السابق أن أجهزة الدولة عجزت عن اكتشافه أو عن عقاب أو محاكمة التاجر المستورöد حتى هذه اللحظة ! فهذه معلومة خطيرة تستوجب التوضيح وربما التحقيق في مصداقيتها بحيث لا نكتفي بقراءتها في مقال صحافي!
وكذلك هو حال حكاية التهجير أو التحكيم بما في ذلك تهجير القتلة بالثيران وتحكöيم المارقين بالبنادق والتي يعلم أخونا الرويشان أنها – شئنا أم أبينا – نرحب بها أو نمقتها – تقليد يمني مرتبط بثقافتنا التي طالما روج لها ذات يوم عندما تحمل مسئولية وزارة الثقافة ..
حينها لم نسمع عنه أنه نادى بوضع حد لمثل هذه التقاليد القبلية العتيقة التي تجاوزها الزمن ولم نتابع أنه تبنى ندوة أو حلقة نقاشية دعا فيها إلى نبذ الكثير من العادات والتقاليد والأعراف اليمنية التي ورثناها أبا عن جد وقد آن الأوان لوضع حد لما نعتقد أنه لم يعد يتناسب مع العصر الذي نعيشه ..
فأجهزة الدولة القائمة هي يمنية ومن يتحمل مسئوليتها هم من أبناء اليمن وإذا كان لنا أن نحدث تغييرا ما إلى الأفضل فلابد أن تتضافر جهود الجميع من رأس الدولة إلى جميع مكوناتها وأن نعمل معا من أجل المستقبل أما نكتفي بتوجيه النقد للآخرين فلن نكون منصفين أب

قد يعجبك ايضا