من دموع الحلاج

محمد المساح


أرسلت غزالا نحو الشمس لينطحها وأسلت بكائي في القصب.
ليس نبيذا ما يعصره العاصرون, ولكن فيض دمي في العنب
وأنا لست بعراف ينظر في النجم ويقرأ ماسطره الأفاكون من الكذب.
هيمان على وجهي أسأل عمي يسقتي الماء فلا أسمع غير طنين ذباب الأعراب على الكتب.
من حولي سبعة أنهار وبحار تزرعها الحيتان وأذناب يخوت من ذهب.
وأموت بصحرائي عطشا شرد العقل وأفلت الكلمات وجن المتدارك في الخبب. وسأقتل أعلم يقتلني الأمراء وأصلب ما بين اللد ومكة والنقب.
صليت ببغداد صلاة الدم ونثرت بغزة أوجاعي وعبرت الجسر الواصل مابين الموت وأضلاعي. دمعي أصل الطوفان وقرباني جسدي فاقطع إن شئت يدي ستموج الغابة بالأغصان ويعلو للأشجار عويل حتى يثقب سقفه القبة.
من لم يعرف وجع الإنسان وغربته في الأرض فلن يعرف ربه.
ولأنني يارب, قد أبصرت شمسك مرة أخرى مقنعة, ويحجبها الجراد ولا أرى, وكأنني وجهت وجهي نحو قبلتك التي عانيتها, لكنني عبثا أفتش في الحجاز عن المجازر ولا أرى وكأنني عانيت شمسك في أريحا وهي تغطس في مياه البحر خائفة, فيندلع الدم النبوي ولا أرى هل (يوسع) يومي ويرجع إلى كبد السماء لكي يصلي.
(مقاطع من قصيدة لـ محمد علي شمس الدين)

قد يعجبك ايضا