أكرررررهك يا ثالث ثانوي !!
عبد الرحمن بجاش

هكذا عبرت ابنتي عن مشاعرها إزاء اللحظة التي تعيشها , حيث هي تواجه معركة الثانوية العامة , وقبلها بيومين ارتفع صوتها شاكية من ألم شديد في معدتها , عالجته أنا ….لأنني أدري السبب وهو القلق الفظيع من اختبار الثانوية , عالجت ألمها بأن قلت لها : وأنا أكرهه مثلك وأكثر , فهدأت , وإضافة إلى الهم المتمثل بالاختبار فالطالب لا يهم أمر نفسه بل خوفا من أن (يسود وجه أهله) وهنا مشكلة أخرى فانظر نحن نربي أولادنا نردد على مسامعهم طوال الوقت (لا تسود وجه أبيك, أمك ,إخوتك, أهلك, العشيرة, القبيلة, ال.. ال.. ال) لا نترك الطفل – طبعا نقول الجاهل وليس الطفل- يتربى على أن له شخصيته المستقلة , والأمر الذي يتعلق بشخصه ليس بالضرورة أن يتعلق بالآخر , لا نربي أولادنا على أن سواد الوجه شخصي , فنقول له الأمر يعنيك , ولذلك ثقافتنا تقوم على (الغريم أو ابن عمه) يأتي الجندي من الضرائب إلى باب محلك يبحث عن صاحب الشأن والدك , فلما لم يجده يقبض عليك أنت الولد !!!, وفي الغرب والمضحك عندنا أن القانون يقول (الجريمة شخصية) هم يطبقون ونحن نرمي إلى الملفات !!, وقبلهم وقبلنا فديننا يقول (لا تزر وازرة وزر أخرى) . نحن لا نربي أولادنا على أن يكونوا مستقلين , وحين يتورط الولد في أي قضية ويكون عمره قد تجاوز السن القانونية يقبضون على الوالد !! لأن الأساس (لا تسود وجه أسرتك) بينما الصحيح (إذا هناك من وجه سيسود فهو وجهك) وانظر فحين تخطئ المرأة فقد سودت وجه أهلها بينما يفترض أنها سودت وجهها شخصيا !! , أعود إلى الفيسبوك , فقد سألت ابنتي بعد أن ارتاحت لسماع رأيي في الثالث ثانوي : لم تكرهينه¿¿ , فقالت بالحرف : (سخافة المنهج الذي لا يخرجك إلى طريق) , (الضغط الشديد من قبل المدرسين) (الناس من حولك صوت واحد …أوبه المعدل) , (حولوا الثانوية العامة إلى بعبع مفجع) , أما تعليقات أقرانها , فقد قالت بنت حسين : (كلنا نكرهه) دلال 🙁 كللللنا نكره هذا التافه) حنان (نفس الشعور) , أما حسام وقد أعاد له الأمر ذكرى الثانوية فقد علق (ورجعنا …ما نشتيش نتذكر !!!) , عماد …الأهم في تعليقه (في ثالث ثانوي كل شيء , مغامرات واكشن ورعب ….) , ما يجمع بين التعليقات إضافة إلى الهم الأكبر الأخطاء الإملائية , وهي تعبير صارخ عن الحصيلة بمجملها , ما يحتم القول إذا كان هنا من يسمع : هل بالإمكان إعادة النظر في العملية التعليمية بمجملها , ابتداء من المنهج (السخيف) , والاختبارات , سأكرر نفس السؤال سنويا ولا يجبني أحد , وأواصل أنا السؤال ببلادة منقطعة النظير : هل لا تزال هذه الطريقة في تقييم أداء الطالب معمولا بها في العالم ¿¿ , أنا متأكد أن السؤال سيتوه في الفراغ !!! , لأعود إلى صرخة د . احمد إسماعيل علي في مصروفي كتابه (إنهم يذبحون التعليم في مصر) فقد صرخ في البرية أن الـ(99% كارثة على التعليم والأمة) ……من منا د . أحمد إسماعيل ¿¿!! وأنا أكرر هنا مع الفارق ما كتبته ابنتي : أكررررررررررهك يا ثالث ثانوي أكرهك……