(( تدفق أيها النهر تدفق ))
عبد الرحمن بجاش
لم يجد أمامه سوى أن يردد بعد تردد مع رفاقه ( تدفق أيها النهر ….), كان سالمون نوثورب زنجيا أنيقا ومختطفا من عالم الحرية , إذ كان زنجيا حرا قد قضى من السنوات الاثنتي عشرة في العبودية بداياتها , ليتدفق النهر أولا ويجرف بالقانون كل عذابات الزنوج , الذين حرثوا أميركا بعرقهم , واسواط البيض تأكل جسد باتسي المسكينة التي حلمت ذات مساء ببقايا قطعة صابون تنظف بها (نتانة) جسدها , حتى إذا أتى سيدها ليغتصبها ليلا ورائحته المخمورة تسبقه تكون رائحتها مقبولة على الأقل لها كامرأة !!, ومع ذلك لا ترضى عنجهية السيد فيجلدها بالسوط على ظهرها العاري , حتى إذا تعب اجبر سلمون على جلدها, وتخيل شاقي يقهر شاقي !! , يأخذك هذا الفيلم البديع ( 12 عاما من العبودية)وقد نال الأوسكار كأفضل فيلم وهي الجائزة الأهم في تاريخ السينما , وتابعته مذهولا أمس الأول ,ويوصلك إلى آفاق أميركا لتدرك كيف كانت , وكيف ناضل الأميركي سودا وبيضا كل بطريقته حتى وصلت أميركا بالقانون والدستور قبله إلى ما وصلت إليه عبر عذابات يشيب لهولها الطفل الرضيع !!, هكذا الأمم والشعوب تشيد حياتها طوبة طوبه حتى تصل أميركا إلى لحظة يتسيد كرسي بيتها الأبيض حفيد أولئك الذين فرشوا تلك الأرض بالعرق والدموع والدم !! ( اوباما ) رئيسا . نحن هنا بأشد الحاجة إلى تلك الإرادة التي حتى العبودية أسست لها بالقانون , حيث المحكمة هي من فصلت في كون سلمون حرا أو عبدا , لتنتصر الحرية في نهاية المطاف !! , اين مربع الأمل في هذه البلاد¿¿ …اشتراكي …ناصري …بعث …وكل من يتوق إلى الانعتاق من مثلثات تعمل بكل ما واتيت من القوة لإعادتنا إلى بيوت الطاعة وهي كثيرة!! , ما يحتم القول أن الاشتراكي وبقية مكون الأمل سيتحمل وزر دم الشباب الطاهر الذي سال في الشوارع من أجل التغيير , اذا لم يسارع إلى تحالف جديد لا نريد منه غير ان يكون برنامجه المرحلي مخرجات الحوار الوطني , هذه هي الساعة الفصل ليحدد اليمنيون موقفهم من محاولات اعادة الهيمنة إلى سابق عهدها والالتفاف على مخرجات الإجماع الوطني , ما يعني اننا سنعود إلى اسر شكل من اشكال العبودية دفع ثمنها ذلك الزنجي من عمره 12 عاما كانت حافزا له ليقف مناصرا للزنوج في المحاكم مستندا إلى قانون وحد أميركا تحت راية الدستور , وكون أميركا لا تدع الشعوب الآن تنعتق من نير تحالفات الظلام فتلك مسالة متعلقة بغيابنا نحن حيث ننتظر ان يأتينا الانعتاق بضاعة جاهزة من الخارج لن تأتي ابدا !! , ايها اليمنيون جميعا قفوا في وجه من يريد إعادتكم إلى نقطة الارتهان , ادعموا لجنة الدستور لتنجز ما سنقف تحت سقفه يمنيين متساوين , لا فرق بين شيخ ورعوي , ولحية , ووجه بلا شنب الا بالامتثال للقانون واحترامه , ايها اليمنيون اعملوا بكل جهدكم الا تنسف مقررات الاجماع الوطني ليحل معها مشروع فقدان الآمل في ظل غياب مربع الامل , لا تنجروا إلى حروب ومعارك ليست حروبكم ولا معارككم , فحربكم الكبرى دوله مدنيه , ومعركتكم الاكبر دستور وقانون ……وصولا إلى المواطنة المتساوية …….