الفالت من نفسه (2)

محمد المساح


 - صاحبي هذا.. أو ذاك أو في الحقيقة.. إذا كانت هناك حقيقة فهو صاحب الأمس الفالت من نفسه جاء ليقول لي: لست الوحيد كما تتصور أو تعتقد أنني أفلت من نفسي ونفسي
صاحبي هذا.. أو ذاك أو في الحقيقة.. إذا كانت هناك حقيقة فهو صاحب الأمس الفالت من نفسه جاء ليقول لي: لست الوحيد كما تتصور أو تعتقد أنني أفلت من نفسي ونفسي تفلت مني كثر هم مثلي بل ويبدو لي أن الفلتان ظاهرة تتعمم.. بعد قليل.. ظل ينظر إلى وجهي بغرابة حيث وجدني أطيل الصمت ولا أدري بماذا أجيبه كعادتنا أنا وصاحبي لا نتروى.. نبحث عن الجواب الأسرع.. حملق أكثر في وجهي وعيناه تحدقان قلقتان ومتوترتان يستحثني القول أجبته وكالعادة: بالفعل لست وحدك في هذا المجال بل كلنا في الهواء سواء فقط في الأمر بعض تفاصيل صغيرة وهي وإن كانت تفاصيل فالجوهر هو جوهر الفلتان.. أو أقل لك الفلوت.. وإن كنت تشتي الحق.. أو الضائع من شبه الحق حيث تقلب العين ستجد أن الأشياء التي كنا نعتادها تسير بنظام وتغدو بنظامها العفوي قد انقلبت وهو طبيعي أن الأحوال لا تدوم وفي تغير كامل ومستمر ومن حال إلى حال.. توقفنا الاثنين فجأة عن الكلام وتركنا للصمت أن يتحدث بيننا لكني لا أنا ولا هو أصغينا للصمت حيث كان للضجيج وللضوضاء وعشوائية الفوضى.. وتبدل الحال والمزاج آراء أخرى ولكل حال حال والمقام مقال إلى آخر القائمة من الحرث في عبث الكلام.. حين تفقد الأشياء نظامها وتختل العلاقات نصبح في حال صاحبنا تماما منفلتين من أنفسنا.. كنا ندري أو لا ندري فالأمر في منتصفه سيان.

قد يعجبك ايضا