الأستاذ والناقد الكبير عبدالله علوان عطاء يتجدد وأوجاع تحتاج إلى إغاثه عاجلة

محفوظ حزام

محفوظ حزام –

عبدالله علوان أستاذ الإنسانية والقراءة والنقد حين يسمعك فهو يبحث لك عن مخرج يخدمك به للأبد وحين يقرأ عمل إبداعي فهو يستخرج من النص أو من العمل الفني عموما قيما فنية من حيث شكل العمل المنقود أو من حيث المضمون. يتميز بحسن المتذوق الذي يضيف قيمة جديدة إلى العمل المنقود ومسألة التذوق متفاوته من شخص لأخر لكن الأستاذ علوان إضافة إلى أنه متذوق بمفهومه السامي ومعبرا حاذق وصاحب رأي قوي .ويملك أدوات كبيرها من أهم أدواته أنه يستطيع أن يفصل بين مزاجه الفكري والعاطفي بأسلوب لم أجده عند سواه ولذلك فلم أره لحظة يلجأ للقسوة في نقده أو طرحه لكنه ينقد بموضوعية وجدارة إلى درجة أن المنتقد يعلم أنه المقصود لكنه في ذات الوقت لا يشعر بأن الكلام موجها إليه وبعبارة أوضح لايتحسس على الإطلاق لأن علوان يتبنى طرحا من نوع خاص لايتميز به أحد .
لدى هذا القامة إحتياطي معرفي كبير ومخزون إنساني لايقاوم ربما لأنه وصل إلى مرتبة الحكماء اللذين يدركون مايصنعون أو لأنه روح فريدة لرجل إستثنائي .إن خبرته المكتسبةوالمتراكمة يجعله رائد للفكر والتجديد وكيف لا وأنت حين تجالسه لاتلمس منه السطحية ولو لبرهة ..
النقد بطبيعته عبارة عن وسائل وأدوات مساعدة إلى سبر أغوار أثر أو عمل أو نتيجة أو حصيلة أي عمل أدبي معين ..
لكن هذا الناقد أضاف أدوات أساسية ومهمة لم تكن في أدوات النقد.. ..روح الأستاذ إستثنائية ومشواره عميق وعصاميته في كل شيء أعطته الجدارة أن يكون قامة كبيرة يشار إليه بنبض القلب قبل رمش العين أو إصبع أحد الكفين
هذا الرجل يتخذ طريقته المثلى والموضوعية والإنسانية في آن واحد أهميته الكبيرة تمثلت في أنه يحتل حيزا كبيرا في المشهد الثقافي ولم يملي عليه الزخم الإنساني والحضور الثقافي اللافت سوى داعي الواجب الإنساني والروحي
إن أستاذنا يبدي حماسه وتعاطفه تجاه كل مبدع يستدعيه ولو بتأشيرة حدس وما أن تبدأ معه في أول طرح لا يتردد أو يتأتأ في أن يسرج له كل دربا قد شاك عليك ليصبح بعد ذلك أمامك دربا هو الأسهل يأخذك بعلمه العميق وتواضعه الفريد إلى الإدراك من أبسط الطرق
ما أكثر من وجدناه من يلوي لسانه عشرا في فاه قبل أن يلتفت إليك حيطة ووسواس أو يكون أسرع من لمح البصر لكنه سرعان مايطعنك لكن هذا الرجل الواعي المستنير لو فكر قليلا فاعلم أنه لن يعطيك إلا شهدا يشفي وجعك أو يروي صمتك…
الأستاذ عبدالله علوان يبلور الحياة أمامك بوعي كبير وإنسانية عالية هذا الرجل يبهرني دائما فما أكثر الأيام التي أجده بمقر الاتحاد ومن حلاوة طرحه ألغي برنامجي اليومي لأستمر في سماع حديثه الساحر .
ولما لا وفي الوقت الذي لم يجد الجيل الجديد متكأ يستند عليه حالفهم الحظ بهذا المنبر البصير واللذي يقوم بدور الفضلاء . إن محبة هذا الرجل بغلت من كثير من الأجيال ولاغرابة فهذا الرجل العصامي الأول الذي فتح قلبه لكل مريد للعلم والنور كما هو كذلك بيته المفتوح لكل مريديه …
هذه القامة الكبيرة ..منذ نشأته وهو يدقق في الواقع وفي النصوص الإبداعية ويتبحر في العلل والملل والنحل والدراسات ومنذ أكثر من عقد من الزمن وهو يصارع تجاعيد أمراضه الجسديه..
ومن هنا نناشد الدولة خاصة الجهة المسؤلة سرعة الإلتفات إلى شخصه الكريم وإلى موروثه الثقافي الكبير من مقالات ودراسات … وأعمال إبداعية مخطوطة .. وغيرها من الأعمال التي لايتسع المجال ذكرها هنا
إغاثة عاجلة
الأستاذ والناقد الكبير عبدالله علوان هو الآن ضريح آلامه وآهاته الروحية والجسدية في مستشفى الثورة . أما آن الأوان للقيادات العليا أن تلتمس منه الرضى على تقصيرها تجاهه¿! أما آن الأوان للقيادات العليا أن تتبنى استرتيجية وطنية لتحتوي مبدعيها الأوائل والأواخر ..¿!أما آن الآوان أن تسعى للحد من مثل هذه الصرخات ..أأمل ذلك .

قد يعجبك ايضا