وزارة الداخلية والإعلام اليمني

ناجي عبدالله الحرازي


 - اعتدنا خلال الأعوام الماضية على أن وزارة الداخلية من الجهات الحكومية الأكثر انفتاحا على وسائل الإعلام .. 
واعتدنا أيضا الإستفادة من البيانات أو التصريحات الصادرة عن الوزارة ومركزها
اعتدنا خلال الأعوام الماضية على أن وزارة الداخلية من الجهات الحكومية الأكثر انفتاحا على وسائل الإعلام ..
واعتدنا أيضا الإستفادة من البيانات أو التصريحات الصادرة عن الوزارة ومركزها الإعلامي والتعامل مع مضمونها على أنها حقائق مهما كانت مريرة ومفجعة وتشير بوضوح إلى أن هناك مشكلة ما تتحمل الوزارة جزءا من مسؤوليتها دون أن نعرف ما إذا كانت الوزارة قد بذلت جهدا ما لحل المشكلة أو التخفيف من حدتها ..
فالاعلان الأخير الصادر عن الوزارة والذي إشار إلى مصرع أكثر من ستة الاف شخص خلال العام الماضي في حوادث سير وإطلاق رصاص في أنحاء البلاد وكأننا في حرب غير معلنة مع طرقنا وأسلحتنا لم يكن الأول من نوعه إذا ما راجعنا إحصائيات الأعوام السابقة ..
هذا الإعلان اكتفى بسرد الأرقام دون أن يبين لنا ما فعلته الوزارة لوضع حد لانتشار السلاح أو لتنظيم حركة السير من أجل تجنيب البلاد والعباد المزيد من الخسائر البشرية والمادية.
لكن التصريح الأخير الصادر عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية والذي أعرب فيه عن أسفه لقيام بعض وسائل الإعلام بترويج الأخبار والإشاعات المغرضة التي تهدف إلى إثارة البلبلة في أوساط الرأي العام وتعكير صفو الأمن والسلم الاجتماعي… كما ورد في الخر الذي تداولته وسائل الإعلام ..
هذا التصريح جاء مخيبا للآمال وغير مفهوم خاصة إذا تذكرنا طبيعة علاقة العمل المهنية بين المركز الإعلامي التابع للوزارة والذي لاشك أنه يحرص على أداء مهامه بكل مهنية والصحافيين اليمنيين الذين لايريدون سوى القيام بمهامهم ونقل المعلومة للقارئ أو المشاهد أو المستمع وتنبيه الجهات المختصة لعلها تقوم بواجبها..
ذلك أنه لا قيادة الوزارة ولا المصدر المسؤول الذي أتحفنا بتصريحه الأخير يمكنهم القول أن أوضاعنا الأمنية على مايرام وأن على اليمنيين أن يطمأنوا ويقروا عينا وهم يتابعون من وقت لآخر أنباء حوادث مرعبة وجرائم إرهابية وقعت وسط العاصمة صنعاء وفي أنحاء مختلفة من مدننا رغم كل الإجراءات الإحترازية الأمنية ونقاط التفتيش المنتشرة في كل مكان
فعندما يتحدث المصدر المسؤول عن أن الوزارة وفي إطار إجراءاتها الروتينية الرامية إلى تعزيز إجراءات الأمن والحماية لمختلف المنشآت والمؤسسات والمصالح وكذا الممتلكات العامة والخاصة وجهت مختلف الأجهزة الأمنية التابعة لها بضرورة أن تكون دوما على درجة عالية من الجاهزية والاستعداد لمواجهة أية أعمال إرهابية أو تخريبية من قبل المتربصين بالوطن وأمنه واستقراره.. عندما يقول ذلك فإنه لا يحدثنا عن جديد أو عن ما نتوقعه من إجراءات إستثنائية لمواجهة الأوضاع غير الطبيعية التي نعيشها.
وعندما يضيف أن مطار صنعاء الدولي كان من ضمن المصالح والمنشآت التي تم التوجيه بضرورة تعزيز إجراءات الحماية الأمنية فيها.. فإن ذلك أيضا متوقع وليس فيه جديد ويدخل في صلب مهام الوزارة وأجهزتها الأمنية لكن قول هذا المصدر أو تأكيده بأنه ” لا صحة لوجود أي مخطط إرهابي يستهدف مطار صنعاء” مردود عليه بتذكيره أن مقر وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء وبعده أهم السجون أو الإصلاحيات في البلاد و غيرها من المواقع الأمنية والعسكرية قد تعرضا للهجوم رغم الإجراءات الأمنية المحيطة بهما ورغم ما تضمنه التصريح المذكور بشأن تأكيد قيادة الوزارة على ان التوجيه بتعزيز الحماية الأمنية جاء كإجراء روتيني في سياق التدابير الاحترازية التي لا بد من اتخاذها على مستوى كل المرافق والمؤسسات والمنشآت الحيوية.
ذلك أن روح المسؤولية الوطنية تتطلب اليقظة والحذر والتعامل مع كل معلومة أو حتى شائعة أو تسريب .. بجدية وبمسؤولية وليس الإكتفاء بدعوة وسائل الإعلام للابتعاد عن المناكفات التي لا تخدم إلا أعداء الوطن والمتربصين بأمنه واستقراره كما جاء في التصريح..
وعوضا عن إلقاء اللوم على وسائل الإعلام كنا نتمنى من المصدر المسؤول بوزارة الداخلية أن يؤكد لنا أن الوزارة تعمل على مدار الساعة وأنها تتعامل مع كل معلومة تتداولها وسائل الإعلام بجدية و بدون حساسية طالما وأن الهدف النهائي هو ضمان أمن وسلامة الوطن والمواطنين .

قد يعجبك ايضا