يايمن الدراجات

محمــــد محمـــــد إبراهيم

 - يا فخامة رئيس الجمهورية لقد سجلتم شجاعة نادرة في قراراتكم الرصينة في الظروف العصية فعززوا جهود اللجنة العسكرية بقرار سيادي - إذا كانت سيادة الوطن تعني سلامة أرضه وإنسانه - يمنع دراجات الموت في العاصمة صنعاء والمدن الرئيسة ويوقف استيرادها نهائيا فقد استنزفت المجتمع اليمني ويتمت آلاف الأسر..
محمــــد محمـــــد إبراهيم –
يا فخامة رئيس الجمهورية لقد سجلتم شجاعة نادرة في قراراتكم الرصينة في الظروف العصية فعززوا جهود اللجنة العسكرية بقرار سيادي – إذا كانت سيادة الوطن تعني سلامة أرضه وإنسانه – يمنع دراجات الموت في العاصمة صنعاء والمدن الرئيسة ويوقف استيرادها نهائيا فقد استنزفت المجتمع اليمني ويتمت آلاف الأسر..
يا وزير الداخلية ويا وزير الدفاع اتقوا الله والزموا الوحدات العسكرية والأمنية بأن تمنع أفرادها من شراء الدراجات النارية واستخدامها فالمؤشرات تؤكد أن أغلب ملاك الدراجات هم من أبناء القوات المسلحة والأمن بل وأغلب الكوارث وتصفية الحسابات مع القيادات العسكرية من الاغتيالات بالدراجات النارية تندرج في سياق هذه المؤشرات المخيفة وتحمل المجتمع ما لايطيق من ضحايا وخسائر..
يا يمن الحكمة والعقل والأفئدة الرقيقة إن المفارقة العجيبة أن دول العالم المتحضر استخدمت الدراجات النارية أمنيا لمطاردة اللصوص أما في اليمن فقد استخدمت لمطاردة الأبرياء وقتلهم بدم بارد واغتيال البراءة أمام المدارس وخطف الأرواح من الشوارع دون أن يرف لأحد من المعنيين بأمن وسلامة المواطن جفن..
وبعاطفة صادقة أقول لكل من يعول أسرته بالدراجة النارية : إن إصرارك على العمل فوق هذه الدراجة يعني إسهامك في مساعدة من لا قيم ولا ضمير لهم في استنزاف المجتمع قتلا وسلبا ولصوصية.. تأمل معي ما أجمل صنعاء بلا دراجات!!.
أدرك جيدا أنك تصب جام غضبك على استحساني لهذا الجو المدائني الخالي من النعيق والصدامات والحوادث القاتلة لأن أطفالك ينظرون إليك وليس لديك ما يسد رمقهم.. وهنا أدعوك إلى أن تتصور أطفالا يتمنون أن ينظروا إلى عائلهم بأي ثمن دون جدوى فقد اغتالت عائلهم دراجة نارية بحادث مروري أو قصة اغتيال سياسي أو تتصور أطفالا ينظرون إلى عائلهم وهو معاق شلت حركته دراجة نارية فأقعدته بين أولاده يتيم العمل وكسير الأمل.. وتصور معي أن دما سفك على مرأى من الجميع.. وتصور أن عرض فتاة جامعية أو موظفة أو عابرة – هي أخت لك أو أم أو زوجة- هتك دون رحمة أو حياء لتعود لأهلها مسلوبة المال والحلي جريحة الخاطر مهانة المكانة وكل هذا من فوق دراجة نارية.
هذه رسالتي لأصحاب الدراجات ولهم أن يسألوا في سجلات المرور خلال هذه الفترة التي اختفت أو خفت فيها الدراجات النارية من العاصمة صنعاء وكم وفرت من أنفس وأموال للعلاج في الوقت الذي يرى أصحاب الدراجات أطفالهم عايشين وكل الحديث عن الدراجة كمصدر إعالة ليس سوى مجرد ذرائع لشياطين الشر.. لتحصد الدراجات في الحديدة في عام ونصف فقط حوالي 260 روحا بريئة وتكبل أمام مئات الأطفال نحو 597 عائلا معاقا بإعاقة دائمة أليس هذه الكوارث هي سبب الدراجة التي تعول أسرة.
إن الأكثر إيلاما من هذه الكوارث هو إن المجتمع استسلم لعاطفة الإعالة متناسيا ضحايا الدراجات في اليمن التي شهدت مسلسلا من الاغتيالات بعشرات الطرق مردية آلاف الضحايا من فوق ظهر دراجة نارية طائشة.. ولو قرأ مجلس الأمن بإنسانية ما خلفته الدراجات النارية في اليمن – بحكم وصايته عليها في هذه الظروف العصيبة- لأوقف مصانعها في العالم بقرار أممي ولقنن استخدامها في حدود حاجة الدولة لها لمطاردة اللصوص وهم كثر.

mibrahim734777818@gmail.com

قد يعجبك ايضا