الدول العربية رهينة المحبسين من الداخل والخارج
حافظ إبراهيم صدقي

مع مرور الوقت تطور مفهوم السلطة بتطور وتقدم الجماعة الإنسانية عبر التاريخ فتحولت السلطة إلى قوانين منظمة للمجتمع وفي معظم المجتمعات العربية تطور المفهوم سلبا بصورة أدت إلى الاستبداد حولت مجتمعاتها إلى حدائق يحكمها طغيان كامل أدى إلى شلال في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية تحت حجة الأمن والاستقرار فكانت نتيجة ذلك كله التخلف في كافة مجالات الحياة ومنه المجال العلمي خاصة فالتعليم والتطور التقني أصبح ضرورة أساسية ومحركا رئيسيا للتقدم والنجاح في كافة مناحي الحياة الأخرى وارتبط التطور العلمي هذا ارتباطا وثيقا فيما بعد بالسلطة السياسية وشكل الحكم الذي تتبعه تلك السلطة ليتطور التعليم في ظل الديمقراطية والحرية والعكس صحيح.
فتقدم الشعوب ونهوضها بحسب تصنيف هيئة الأمم المتحدة مرتكز بثلاثة عناصر رئيسية التعليم والصحة ودخل الفرد وهي المعيار والمقياس للتنمية البشرية المعتمد لذلك فيقاس تقدم الشعوب بمدى انتشار التعليم وتوفير أفضل الخدمات فضلا عن تواجد بنية تحتية متكاملة لما لها من تأثير على رفاهية المواطن.
وبحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2012م ان من أهم أسباب انتفاضات ثورات الربيع العربي هي عدم توليد وظائف بالسرعة المطلوبة طبعا اضيف إلى ذلك السبب بنظري هو عدم وجود الوعي للنخب السياسية المتصدية للعملية السياسية التي لا تمتلك رؤية واضحة عما يمكن أن تفعله للنهوض ببلدانها على جميع المستويات في ذلك طريق البناء الديمقراطي للدولة ومؤسساتها وبذلك توسعت رقعة الظلم والفقر والجهل والمرض.
وبسبب تدفق وتعدد وسائل الإعلام والتقنية الحديثة في العالم خلق من هذا خليطا فكريا مجتمعيا لدى الشعوب كافة يصل إلى حد التقارب بدوره أحرج الأنظمة الإقطاعية المستبدة المضللة للشعوب.
ونتج عن ذلك سؤال جوهري لدى المواطن العربي: لماذا مستقبل ونهوض وارتقاء وتقدم الشعوب العربية مرهون بشراك تجار الحروب ومؤججي الصراعات والفتن المذهبية والطائفية والعرقية إنتاج وبدون شك من قوى إقليمية ودولية وإخراج وكلائهم من الداخل المحسوبين على شعوبهم بمواطنيين الذي بأعوا ضمائرهم قبل أوطانهم بثمن بخس لتصبح بذلك الدول العربية رهينة المحبسين من الداخل والخارج محصورة بثلاث عبارات تتردد على لسان زعماء العرب دائما (مؤامرة خارجية – طرف ثالث – أطراف خفية ).
ونضرب مثال لدولتين ليست عربية استطاعت الخروج من الظلام إلى النور بفترة وجيزة ومثال آخر على إحدى الدول العربية التي كانت على وشك الخروج من دول العالم الثالث والعبور إلى مصافي الدول المتقدمة وهي الجزائر لولا المؤامرات الخارجية التي حيكت على هذا البلد العظيم بعناية ويقاس عليها معظم الدول العربية باختلاف السيناريو والأحداث منها اليمن السعيد.
أولا: اندونيسيا التي انتقلت من حكم نظام استبدادي إلى نظام ديمقراطي حقيقي في عام 1998م وبعد ثمان سنوات صنف معهد (فريدوم هاوس) للأبحاث على أنها بلد (حرة) لتكون بذلك الدولة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة التي تحصل على هذا التصنيف من بين دول شمال افريقيا والشرق الأوسط ولا توجد دولة واحدة ينظر إليها باعتبارها حرة سوى اسرائيل. وأهم الأسباب التي أدت إلى نهوض هذا البلد هي تحولها من نظام استبدادي إلى نظام ديمقراطي حقيقي. فاستطاعت بذلك تحقيق الاستقرار السياسي رغم النزاعات العرقية والصراعات ا
