ماذا قالت الحجة خديجة عن اليمن¿

د/عبد الرحمن عبد الخالق

 - وإن بأثر رجعي:
* في الأول من نوفمبر 2013م تكون طويت الصفحة الـ(85) هي عدد السنوات التي انقضت على توقيع أول معاهدة للصداقة والتجارة بين موسكو وصنعاء. فالمملكة المتوكلية اليمنية
( وإن بأثر رجعي:
* في الأول من نوفمبر 2013م تكون طويت الصفحة الـ(85) هي عدد السنوات التي انقضت على توقيع أول معاهدة للصداقة والتجارة بين موسكو وصنعاء. فالمملكة المتوكلية اليمنية في عشرينيات القرن الماضي كانت تمر بظروف داخلية وخارجية عصيبة وكان العدوان البريطاني على أراضي المملكة إحدى التحديات الكبرى التي كان تقض مضاجع الإمام يحيى بن حميد الدين ونظامه لذا سعى في عام 1926م إلى توقيع معاهدة للصداقة والتجارة مع إيطاليا وهي أول معاهدة توقعها اليمن الشمالي مع دولة أجنبية. إن مطامع إيطاليا نفسها في اليمن غلت يديها فلم تحرك ساكنا إزاء اعتداءات بريطانيا المتكررة ما حدى بالإمام يحيى التوجه شطر الاتحاد السوفيتي آنذاك فكان أن حمل مندوب الإمام في العام 1927م رسالة سلمها في جدة لممثل الدبلوماسية السوفيتية في جدة البشكيري عبد الكريم حكيموف تتضمن عرضا لإقامة علاقات تجارية بين المملكة المتوكلية اليمنية والاتحاد السوفيتي قبل العرض من قبل الجانب السوفيتي وفي 1 نوفمبر 1928م تم توقيع أول اتفاقية صداقة وتجارة بين الاتحاد السوفيتي والمملكة اليمنية لتقام العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1955.

* نشرت في 5 نوفمبر 1988م في صحيفة «الثوري» الصحيفة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني تحقيقا صحفيا انجزته في موسكو بمناسبة الذكرى الستين لتوقيع اتفاقية الصداقة والتجارة تحت عنوان (الحجة خديجة والباشا الأحمر- وستون عاما من العلاقات اليمنية- السوفيتية).. وهو ما سيكون مضمون موضوعي هذا.
«الباشا الأحمر» هو اللقب الذي عرف به كريم حكيموف وحسب زوجته الحجة خديجة هو السفير الأحمر.. لأنه أول سوفيتي في الشرق العربي وكانت الحكومة السوفيتية تحرص أن ترسل إلى الشرق إنسانا مسلما وباشا هي كلمة تركية كما سمöي في الشرق أيضا «كريم بك». مجلة تركية هي أول من أطلقت عليه هذه التسمية.
أما «الحجة خديجة» فهي رفيقة درب حكيموف فعند عمل زوجها كريم حكيموف قنصلا عاما في جدة زارت مكة وأدت مشاعر الحج لذا تحب أن تدعى بالحجة خديجة.
* كنت بدأت موضوعي بالقول: (لم يكن يعلم أن نهايته ستكون الإعدام بالرصاص بتهمة خيانة الوطن هو الشيوعي الموهوب الذي كرس حياته من أجل خدمة الثورة الاشتراكية العظمى.. وتعرض للمخاطر وهو يحمل قضيتها.
ذلكم هو كريم حكيموف أول سفير للاتحاد السوفيتي في اليمن والشرق العربي (كانت السعودية قد سبقت اليمن في إقامة العلاقة مع الاتحاد السوفيتي) وأحد ضحايا الاضطهاد الستاليني الذين قضوا نحبهم في ظروف غامضة وظالمة. ربما كان السبب في تلك النهاية الدامية والمأساوية لكريموف خوف الطغاة من موهبته التي شهد لها الكثيرون.. وربما كان ضحية لوشاية حاقدة في وضع سادته أجواء الاشتباه وتلفيق التهم وممارسة الإرهاب السياسي والفكري عند الاختلاف بين الرفاق).
* برئت ساحة كريم حكيموف وغيره من ضحايا القمع والاضطهاد والتعسف وأعيد لهم الاعتبار وإن بعد حين.
( الحجة خديجة وبعض الذكريات:
* خديجتنا الحجة خديجة حكيموفنا كانت في العقد الثامن من عمرها عندما زرتها برفقة مندوب وكالة نوفستي للأنباء في شقتها الكائنة في إحدى مباني جادة لينين/ ليننسكي براسبيكت. ابنتها فلورا هي من استقبلتنا عند باب الشقة بادرناها بالتحية باللغة الروسية فردت علينا باللغة العربية مبتسمة (السلام عليكم) وقادتنا إلى غرفة الاستقبال حيث تقتعد أمها الحجة خديجة الأريكة حييناها وهي تردد (الحمد لله.. الحمد لله).
* ذكريات كثيرة هي التي سردتها الحجة خديجة بذاكرة متقدة ابتدأتها بالقول (اليمن بالنسبة لي سعادة حياتي) وواصلت حديثها قائلة: (كم هي جميلة صنعاء بمبانيها الشرقية المزخرفة وبجوها البارد. اتذكر عندما سافرنا إلى اليمن توجهنا أولا بباخرة سوفيتية إلى تركيا ومن تركيا استقلينا باخرة تجارية إلى الحديدة ومن الحديدة ركبنا على البغال إلى صنعاء فالطرق حينها لم تكن معبدة وقد عرفت أن صنعاء قد تغيرت كثيرا فطرقها معبدة ومبانيها جميلة وعصرية. لقد تغيرت الحياة كثيرا).. أخذت نفسا طويلا.. وواصلت: (قبل توجهنا إلى أسطنبول ومن أسطنبول إلى اليمن قرأنا جريدة تركية مكتوبا بها (ظهر شيوعي روسي جديد ينشر الأفكار الثورية في الشرق) وقد كان ذلك مؤشر رعب للغرب.. إنه كريم حكيموف).
وعن ذكرياتها في صنعاء قالت الحجة خديجة حكيموفنا: (تعرفت خلال إقامتي في صنعاء على بنات راغب بك وزير خارجية الإمام يحيى وإحداهن كانت زوجة الإمام يحيى ن

قد يعجبك ايضا