قطع الشوارع!

عبدالرحمن بجاش


 - عندما حان أذان المغرب كان علي أن أنهي مقيلي عند أحد الأصدقاء ولأنني (بيتوتي) كما يقول أشقاءنا في مصر حيث أحن طوال الوقت إلى زاويتي وخبز أمي كما يقولها مارسيل خ

عندما حان أذان المغرب كان علي أن أنهي مقيلي عند أحد الأصدقاء ولأنني (بيتوتي) كما يقول أشقاءنا في مصر حيث أحن طوال الوقت إلى زاويتي وخبز أمي كما يقولها مارسيل خليفة وذلك المعجب في القاهرة من أرسل لي رسالة يقول فيها وقد تحدثنا عن القضاء (أنت خليك في جدتك) ساخرا وها أنا أقول: سأظل عند جدتي فقط أنت أين ستكون! أقول هذا على سبيل التخفيف وليس الاهتمام ! فحين نعجز عن أن نتحمل بعضنا نتجاوز حدود الأدب وندخل في ما هو شخصي! كان كل ذلك في ذهني فنسيت أن أدخل إلى بيتي من اقصر الطرق لأفاجأ بأن شارع الخمسين مقطوع !! وبالسؤال عن السبب¿ تبرع سائق بالقرب مني : هذه الدوشة كلها بسبب كوبونات مسابقة رمضان كل من هم هنا يحلمون بالسيارة التي سيفوز بها أحدهم من حق الناس يفرحون ومن حقهم أن يتسابقوا وليس لهم الحق في قطع الشارع الذي هو قانونا ملك الجميع لكن قطع العادة عداوة إذ قد أدمنا على مخالفة كل ما هو قانوني ومن يعلمنا من يفترض فيهم أن يكونوا قدوتنا وغياب الدولة لصالح هؤلاء الذين جيروا كل شيء لحسابهم الخاص البر والبحر والجو والمشروع والشارع والقوة والاقتصاد وحلوا محل القانون والدستور ولم يصيروا فقط دولة عميقة بل دولة العقم وعلى عيوننا فلا بد أن نتحملهم وغصبا عنا يقطعون الشارع يفرحون بالرصاص يفعلون ما يريدون! والمواطن لأن هؤلاء جيروا الدولة لصالحهم فأصبحوا الآمرين الناهين ..فلا بد أن نلحق بعضا منهم فتعلمنا أن نقطع الشارع أينما وحيثما نريد لتضيف الأجهزة الحكومية إلى مشكلاتنا مشكلة أخرى حيث تخرج من بيتك لقضاء غرضك أو تكون ذاهبا إلى عملك لتفاجأ بالشارع الذي يربط المدينة كلها ببعضها مقطوع بدون سابق إنذار وهات يا عجين! وتخيل وهو ما يحدث أن يغلق السبعين وأنت قادم من حدة أو بيت بوس وما بينهما ولا تدري سر عدم الإعلان مسبقا عن أن الشارع الفلاني سيغلق سيقطع والبدائل في الشوارع التالية ويوضحها الإعلان وفي مصر يعلنون من التلفزيون كما يعلمون الناس عن أحوال الطقس! الآن المواطن يعاني من إغلاق وقطع الشوارع والغريب أنك لا تجد في الحالتين أي أثر لرجل المرور والصورة واضحة في شارع الخمسين الخط الفاصل بين دولتي الأمين والمحافظ ! وحيث أننا نسكن قريبين من خط النار فلا تعرف لنا صاحب! فلا يوجد جندي مرور أو حتى فرد كشافة يوقف العبث الذي نراه فصولا! ويتكرر الأمر في المدينة كلها …. ولن أزيد! ويا رب السماوات والأرض: تعبنا …..

قد يعجبك ايضا