أشياء من بروتوكولاتهم (1)

حسين محمد ناصر


 -  عدة كتب وصحف قديمة اخترتها كي تكون مؤنسا لي خلال أيام وليالي الشهر الكريم وقبلها كتاب الله الذي لا يعرف قارئه زمنا محددا لقراءته بل هو الأنيس الأول لعباد الله أجمعين في كل زمان ومكان.
حسين محمد ناصر –

> عدة كتب وصحف قديمة اخترتها كي تكون مؤنسا لي خلال أيام وليالي الشهر الكريم وقبلها كتاب الله الذي لا يعرف قارئه زمنا محددا لقراءته بل هو الأنيس الأول لعباد الله أجمعين في كل زمان ومكان.
من بين تلك الكتب كتاب قيل عنه أنه «اخطر كتاب ظهر في العالم» وهو «بروتوكولات حكماء صهيون» كان يتم حضره حينا ويسمح بتداوله حينا آخر إلى جانب كتاب «الأمير» لميكافيلي.
وبالتأكيد فإنني لست في مكانة ذلك المحلل والقارئ المتفحص والمدقق القادر على كتابة التحليلات واستنباط الدراسات والدروس من ذلك الكتاب بقدر ما كان هدف القراءة المرور بقليل من التأمل على نصوص مختلفة من تلك البروتوكولات ومقارنة ما يجري اليوم في العالم من أحداث وتقلبات ومسار سياسات اختلط فيها كل شيء إلى درجة غريبة تصيب المرء بالاندهاش والصدمة والحيرة.
جاء في مقدمة الطبعة الأولى لكتاب «لوتوهمنا» أن مجمعا من اعتى الأبالسة الأشرار قد انعقد ليتبارى أفراده أو طوائفه منفردين أو متعاونين في ابتكار أجرم خطة لتدمير العالم واستعباده: إذن لما تفتق عقل أشد هؤلاء الأبالسة اجراما وخسة وعنفا من مؤامرة شر من هذه المؤامرة التي تمخض عنها المؤتمر الأول لحكماء صهيون عام 1897م.
ومن بين البروتوكلات العديدة التي تضمنها الكتاب البروتوكول الثاني عشر الذي يتحدث عن الاعلام الأدب الصحافة: أورد لكم بعض ما ورد من افكار ورؤى فيه تخص هذا الجانب الفكري الهام في حياة الناس والدول.
إن كلمة الحرية التي يمكن أن تفسر بوجوه شتى سنحددها هكذا «الحرية هي حق عمل ما: يسمح به القانون» وهذا التعريف – برأيهم. سيترك لنا أين تكون الحرية وأن ينبغي أن لا تكون وذلك بسبب بسيط هو أن القانون لن يسمح إلا بما نرغب نحن فيه.
وسنعامل الصحافة على النهج التالي: ما الدور الذي تلعبه الصحافة في الوقت الحاضر¿ إنها تقوم بتهييج العواطف الجياشة في الناس واحيانا بإثارة المجادلات الحزبية الأنانية التي ربما تكون ضرورية لمقصدنا وما أكثر ما تكون فارغة ظالمة زائفة: ومعظم الناس لا يدركون اغراضها الدقيقة أقل الإدراك.
> لن ينفعنا أن نهيمن على الصحافة الدورية بينما لا نزال عرضة لهجمات النشرات والكتب وسنعتذر عن مصادرة النشرات بالحجة التالية سنقول : النشرة التي صودرت تثير الرأي العام على غير قاعدة أو أساس.
> ستكون بين النشرات الهجومية نشرات نصدرها نحن لهذا الغرض ولكنها لن تهاجم إلا النقاط التي نعتزم تغييرها في سياستنا ولن يصل طرف خبر إلى المجتمع من غير أن يمر على ادارتنات وهذا ما قد وصلنا إليه حتى في وقتنا الحاضر فالأخبار نتسلمها وكالات قليلة تركز فيها الأخبار من كل أنحاء العالم وحينما نصل إلى السلطة ستنظم جيمع هذا الوكالات إلينا ولن تنشر إلا ما تختار نحن التصريح به من الأخبار.
> كل إنسان يرغب في أن يصير نأشرا أو كاتبا أو طابعا سيكون مضطرا إلى الحصول على شهادة ورخصة ستسحبان منه إذا وقعت منه مخالفة.
> قبل طبع أي نوع من الأعمال سيكون على الناشر أو الطابع أن يلتمس من السلطات إذنا بنشر العمل المذكور وبذلك سنعرف سلفا كل مؤامرة ضدنا.
> الأدب والصحافة هما أعظم قوتين تعليميتين خطيرتين ولهذا السبب ستشتري حكومتنا العدد الأكبر من الدوريات بهذه الوسيلة سنعطل التأثير السيء لكل صحيفة مستقلة وإذا كنا سنرخص بنشر عشر صحف مستقلة فسنشرع حتى يكون لنا ثلاثون.
> الصحف الدورية التي نصدرها ستظهر كأنها معارضة لنظراتنا وآرائنا فتوحي بذلك الثقة إلى القراء وتعرض منظرا جذابا لأعدائنا الذين لا يرتابون فينا وسيقعون لذلك في شركنا وفي الصف الأول سنضع الصحافة الرسمية التي ستكون دائما يقظة للدفاع عن مصالحنا ولذلك سيكون نفوذها على الشعب ضعيفا نسبيا وفي الصف الثاني سنضع الصحافة شبه الرسمية التي سيكون واجبها استمالة المحايد وفاتر الهمة وفي الصف الثالث سنضع الصحافة التي تتضمن معارضتنا والتي ستظهر في إحدى طبعاتها مخاصمة لنا وسيتخذ اعداؤنا هذه المعارضة معتمدا لهم وسيتركون لنا أن نكشف أوراقهم.
> ستكون لنا جرائد شتى تؤيد الطوائف المختلفة من ارستقراطية وجمهورية وثورية بل وفوضوية أيضا وستكون هذه الجرائد لها مئات الأيدي وكل يد ستجس نبض الرأي (العام المتقلب..) وحين يمضي الثرثارون في توهم أنهم يرددون رأي جريدتهم الحزبية فإنهم في الواقع يرددون رأينا الخاص أو الرأي الذي نريده ويظنون أنهم يتبعون جريدة حزبهم على حين أنهم في الواقع يتبعون اللواء الذي سنحركه فوق الحزب ولكي يستطيع جيشنا الصحفي أن ينفذ روح هذا البرنامج يجب علينا أ

قد يعجبك ايضا