غلطة الشاطر بألف ..
ليلى إلهان
ليلى إلهان –
كان الذكي يوزع اختراعاته على أصدقائه الكثيرين والمختلفين من دول العالم الثالث. كان الذكي يوزع ما كان يحصده في ليله وما يخفيه في نهاره .
لم يكن قادرا على إخفاء تجاربه تلك , في استنساخ الحب لكل المذنبين بالخيانة ولكل المحبين للفراق , ولكل المنتظرين لأسفارهم المتأججة بالوحدة , ولكل الاحتمالات بالتعارف التقليدي وفرص الزواج الجماعي , لكل كميات الهواء المحبوسة في أنبوبة الأكسيجين , ومنعنا أن نستنشق الريح بالتنفس الطبيعي .
لكل تلك الذكريات المفتعلة لتذكيرنا بمن سوف نترك لهم الحرية والعيش الشريف .
كان يبذر أفكاره على الفقراء والكادحين الذين ليس بوسعهم فهمه واستدراك أفعاله .
كان الذكي يحلم بفتاة من صنع الصين , كي لا يفرط في هويته الشعبية في نواحي بلاده الداخلية , وبيت من انتاج روسيا كي لا يرغمه صاحب البيت على الدفع المسبق قبل بداية كل شهر .
كان يعاقب نفسه على كل ما اكترث من تجارب , وعلى ما سوف يخيب الآمال من تجارب , كان رجلا يمارس عواطفه الشرعية , على ذبذبات الماضي المأساوي وكان يعتقد أن الفشل ليس بوسعه أن يبتكر قصة معه , وأن النجاح هو من سوف يسانده في تجاوزه على المجهول .
وكان ينسى بأنه في أوهام طويلة , لا تنتهي أو تقصر إلا بغلطة الشاطر .
دليل العواطف ..
< صباح الخير .. لماذا نقولها عندما نلتقي بالأصدقاء الطيبين ¿.
أو أولئك المارين على طريق الصدفة , وهم مبتسمون على أحوالهم اليومية المليئة بالهموم والنزاعات .
لماذا نقولها لشرطي المرور , أو لأطفال عابرين إلى مدارسهم ,
أو على جيران مزعجين لنا , أو ربما على قط شريد من حلمه بامتلاك مدينة الفئران ولا أحد يشاركه في شهيته .
صباح الورد .. هل نكون بذلك قد أعطينا حقه كدليل على حرية الأحاسيس المفرطة من لوعة بالحبيب , أم أن الورد له دلالات تعبيرية بالفرحة عند لقائنا بمن نحب.
صباح الفل .. ربما نكون على بعد خطوة من حدائق معطرة قريبة من أنفسنا , ولم ندرك وجودها إلا عندما نستفيق على عبيرها الصباحي الأقحواني .
صباح الجمال ..ربما يكون الصباح هو من يريد أن يعيش متعة الجمال في السماء والأرض ولا يريد من يشاركه تلك المتعة بالجنون, وروعة ما يراه ويعيشه . ربما كان على موعد مع حبيبة له, خارج كل الصباحات العابسة التي تمر به وبنا .
صباح الياسمين .. ربما أقولها لنفسي كي أبتسم من معاناتي وألمي عند الحاجة .
ابتسم للدنيا ..
< من المفترض أن الدنيا لا تستحق منا كل هذه الكآبة , والتي نقترفها بسبب أفعالنا وإهمالنا تجاه أنفسنا وما نريد وما لا نريد .
ربما تلك » الكراكيب » الموجودة على سطح أمانينا,والتي تعطل المعرفة بالحياة وأهمية مقاصدها في أمورنا الشخصية والعامة على حد سواء .
فلماذا تلك المعاناة التي تضرم الحرائق وتضرم » الوساوس » فينا¿ .
وتضرم الندم , وأيضا تضرم الغموض الذي لا نحتاجه .
فابتسم تبتسم لك الدنيا , وغني وارقص , ومارس الضحك
لتمحو عيوب نفسك , وتمحو صدى الأماكن المكدسة بالقبح .
وأزمنة القلوب الخائفة , وخداعها الكبير لنا .