في بلوغ المرام للقاضي حسين بن أحمد العرشي
كتبجميل مفرح

كتب/جميل مفرح –
> كتاب “بلوغ المرام في شرح مسك الختام في من تولى اليمن من ملك وإمام لمؤلفه القاضي حسين بن أحمد العرشي المتوفي عام 1911م.. كان من أبرز وأهم ما قرأت وسمعت عن هذا الكتاب القيم ما كتبه وأثبته في مقدمته الباحث المصري د.سيد مصطفى سالم والذي له اسهامات وجولات هامة في كتابة تاريخ اليمن.. إذ يثبت الدكتور الفاضل في تقديمه لمادة ومؤلف ومحقق هذا الكتاب قصة عناء حول إعداده رسالة الماجستير في العام 1958م حول تاريخ اليمن تحت حكم الإمام يحيى إذ يقول: بدأت في جمع بعض المراجع التي تتناول الموضوع فكنت مثل من بدأ يحفر بأظافره في الصخر لقلة المصادر والمراجع حتى سألني الأستاذ الكبير المرحوم محمد شفيق غربال بعد حوالي شهرين من تسجيل الموضوع تحت إشرافه عن الخطوات التي اتخذتها خلال تلك المدة فأجعبته بأنني أبذل قصارى جهدي للبحث عن مراجع أصلية تغطي الموضوع في كل مكتبات القاهرة ومكتبة الاسكندرية القديمة.. بدأت الحديث عن الصعوبات التي أواجهها بخصوص البحث عن المراجع وهنا واجهني أستاذي بسؤال آخر وهو: هل تريد أن تغير الموضوع إلى آخر فأسرعت دون تفكير بالرفض وشعرت بالضآلة أمام استاذ كبير من عصر النهضة في مصر مثل طه حسين والعقاد وغيرهما.
ويشير الباحث سالم إلى جده ومثابرته في البحث عن المصادر والمراجع ثم يعرض معرفته بهذا الكتاب قائلا: قادتني قدماي مع بعض أصدقائي ذات يوم إلى سور الأزبكية الشهيد والغني بالكتب القديمة وبأسعاره الرخيصة وكنا لا نرجع من هنا أبدا بأيد خالية أو “بخفي حنين”.
كما يقال.. ففي هذه المرة كنت أترصد أي كتاب في عنوانه كلمة “يمن” فالتقطه وأقلب فيه جيدا ثم أضمه إلى صدري خوفا من أن يسارع إليه آخر فقد كان بعنوان “بلوغ المرام في شرح مسك الختام في من تولى اليمن من ملك وإمام” وأن مؤلفه يمني ويبدو أنه كان مخطوطة فقد ظهر على غلافه أن محققه هو الأب أنستاس ماري الكرملي من أعضاء مجمع فؤاد الأول للغة العربية.. ويقول الدكتور سيد: الكتاب كان في حالة يرثى لها فغلافه رقيق للغاية ومفكك لأن تجليده كان بالخيط فقط ورغم ذلك فقد حملته إلى منزلي برقة زائدة وحرص شديد وقضيت معه سهرة سعيدة ممتعة لأكتشف أبعاده وما حواه من معلومات وتفصيلات كثيرة فقد شدني مؤلفه إلى ما قبل النقطة التي وقف عندها في كتابه وجرى المحقق إلى ما بعد ذلك من معلومات تاريخية وجغرافية ومكانية ونباتية وغير ذلك عن اليمن في تلك الفترة التي كنت متعطشا فيها إلى أية معلومات عنه للتغلب على العقبات التي كانت تواجهني حينذاك.
> ثم يردف الباحث في وصف الكتاب قائلا: حقا لقد كان كتاب العرشي ومحققه الكرملي هو ذلك الباب الواسع الذي دلفت منه إلى آفاق واسعة من المعلومات والمراجع والمصادر التي توصلت إليها فيما بعد.. “بلوغ المرام في̷