أطفال يموتون في المهد

تحقيق أمل عبده الجندي


تحقيق/ أمل عبده الجندي –
• حـواضن المستشفيات الحكـومية إمـا قديمــة أو معطلة أو رديئة الصنع وفي الخاصة 25 ألف ريال أجرة اليوم الواحد

في ظل ارتفاع معدل الوفيات لأطفال الخداجة من عام إلى آخر يعاني الكثير من المواطنين معاناة شديدة بسبب قلة الحاضنات في المستشفيات الحكومية حيث بلغ معدل وفيات أطفال الخدج في مستشفى السبعين للقسمين الداخلي والخارجي لعام 2012 نحو 45.16% بينما ارتفع في الربع الأول من العام الجاري 2013 إلى نحو 62.2% وهذا مؤشر خطير ينذر بكارثة بشرية تستوجب التدخل السريع لتحسين الخدمات وتزويد المستشفيات بحاضنات كافية حتى تتحسن الأوضاع التي تمر بها المستشفيات منذ سنوات طويلة …

أسماء بعد أن وضعت مولودتها في مستشفى السبعين تقول: لم يعد هناك فراغ في قسم الحاضنات فأخذها والدها إلى المستشفى الجمهوري ومن ثم إلى مستشفى الثورة ولكن دون جدوى فقصد الوالد مستشفى آخر ولكن الطفلة كانت قد فارقت الحياة.

التكلفة الباهظة
أم علي بعد أن عجزت عن الحصول على حاضنة لأبنها في المستشفيات الحكومية استسلمت للأمر الواقع وذهبت إلى أحد المستشفيات الخاصة ولكن كلفته كانت تفوق المستحيل إذ يحتسب المستشفى لليوم الواحد 25 ألف ريال بينما الطفل يحتاج للرقود في الحاضنة شهرا على الأقل فتوجهت أم علي إلى منزلها حاملة خيبة الأمل على وجهها العابس وعانت الألم مع ابنها الخدج ما يقارب 7 أيام ثم توفي.

أمراض معدية
سماح مفضل بعد ولادتها بثلاثة أيام في المنزل اكتشفت أن ابنها يعاني من تسمم في الدم عرضته على الدكتور وكان لابد من مراعاته داخل إحدى الحاضنات لكن الدكتور في المستشفى لم يقبل حالته كونه يعاني من مرض معدي لبقية أطفال الخدج المتواجدين في قسم الحاضنات لأن الخدج ليس لديهم مناعة مما يكسبهم الأمراض بسرعة وقال 99% من الأطفال سيموتون فلا يمكن أن أقتل بقية الأطفال معه في القسم وفعلا توفي الطفل إثر خروجه من المستشفى فورا.

نقص مهول في الحاضنات
فطوم المقطري رئيسة قسم الحاضنات بمستشفى السبعين أوضحت أن المستشفى تمتلك 12 حاضنة داخلية و 10 حاضنات خارجية وهذا يعتبر نقصا مهولا في المستشفى لأن باعتقادها أن وجود 100 حاضنة أيضا سيكون أقل مما هم بحاجته داخل المستشفى الذي يعتبر المرجع الأول للأم والطفل من جميع محافظات الجمهورية تقول: هناك حالات كثيرة تأتي إلينا ولكننا لا نملك الأماكن الكافية لإدخالها مما يضطرنا إلى عدم قبولها حينها يأخذ الأهل طفلهم ويطوفون به جميع مستشفيات العاصمة بحثا عن حاضنة ولأن جميع المستشفيات الحكومية والخاصة تعاني من نقص الحاضنات فإن الكثير من الأطفال الخداج يموتون.

طوابير.. وتوسعة غائبة
وبسبب الازدحامات الشديدة فإن هناك من يظل في انتظار طوارئ الولادة حتى يرى ما إن كان هناك حالة قد تم خروجها من الحاضنات لإدخال طفله المريض وأضافت أنه حتى وإن تم رفدنا بحاضنات جديدة فليس هناك استيعاب لأكثر من 10 حاضنات لعدم التوسعة في المستشفى وأنه لابد عند ازدياد عدد الحاضنات أن يزيد أيضا أعداد التمريض وللأسف لا يوجد توظيف.

حالات حرجة
من جانبه أكد الدكتور مراد سيف القباطي أخصائي أطفال حديثي الولادة ” خدج ” بمستشفى السبعين أنه من خلال مناوباته الليلية تصل إليه كثير من الحالات التي تحتاج إلى حاضنات الأطفال من جميع المحافظات تقريبا وأن هناك حالات حرجة تكون بأمس الحاجة إلى الحاضنة فنحاول قدر المستطاع مساعدته ولكن في النهاية لا نستطيع أن نخرج طفلا من الحاضنة ونضع آخر دون أن يكتمل علاج الطفل الموجود بالحاضنة.

الكهرباء
وطبقا للقباطي فإنه في المتوسط في اليوم الواحد يتم تحويل ( 8 ) حالات إلى خارج المستشفى لأن إمكانيات المستشفى ضعيفة جدا حتى الحاضنات أحيانا لا يوجد لها صيانة ولا يوجد كادر مؤهل وإن تمت صيانتها فلا يمر عليها ثلاثة أيام إلا وهي معطلة وأسباب تعطيلها كثيرة فمنها اطفاءات الكهرباء المتكررة ورداءة صناعتها وعدم الاستخدام الجيد للكوادر الموجودة كونهم غير مؤهلين لذلك …. ومضى يقول: لقد عشت هذا الموقف في منتصف الليل عند وصول حالة من داخل المستشفى بعد ولادتها ولتوقف عمل الحاضنة توفي الطفل وتحملنا نحن المسؤولية.
وقال إن الأجهزة المتواجدة داخل المستشفى ضعيفة جدا أو صينية الصنع وذلك يرجع إلى السعر الكبير للحاضنة ذات المواصفات عالية الجودة التي يصل سعر الحاضنة الواحدة إلى ( 10.000 ) دولار مضيفا: المستشفى بحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي داخل الحضانات كوننا نقوم بضخ الهواء أحيانا بأيدينا وهذا لا يجدي نفعا فيموت الطفل كما أننا نعاني من عدم توفر أنبوب الرغام الذي تحتاجه كل حاضنة وكذلك عدم وجود

قد يعجبك ايضا