البرجوازي في “الصيعر هو من يمتلك تيوب سيارة مملوء بالماء!
حسين محمد ناصر
حسين محمد ناصر –
في سبتمبر 1971م قام الرئىس سالم ربيع علي “سالمين” بزيارة إلى المديرية الشمالية بالمحافظة الرابعة شبوة وكانت حسب قول الرئىس بناء على دعوة من الفلاحين الفقراء في المديرية ومن جنود وضباط وصف ضباط وقيادة اللواء العشرين المشاة في بيحان وذلك بمناسبة افتتاح أول مزرعة إنتاجية للقوات المسلحة في المحافظة الرابعة والمشاركة في أفراح الفلاحين الفقراء بمناسبة انتفاضاتهم.
وفي حديثه الذي ألقاه أمام البدو الرحل تحدث سالمين بمرارة عن ما يعانيه من الأساليب والممارسات الروتينية في العاصمة عدن آنذاك وفي هذه الزيارة تعمد أن يصطحب معه العديد من المسؤولية في عدن ومن ممثلي النقابات والصيادين ليروا بأم أعينهم كيف يعيش المواطن في بيحان ومناطق أخرى من شبوة وما يعانوه من ظروف صعبة تتطلب من كوادر السلطة في عدن الارتقاء إلى مستوى المسؤولية ونبذ مظاهر الترف والإسراف والروتين والظواهر السلبية الأخرى وإدراك ما يقاسي إخوانهم ليس في شبوة فقط ولكن في عموم المحافظات ولنقرأ هذه المقتطفات من ذلك الخطاب المرتجل والبسيط.
> لقد جئنا إلى هذه المحافظة لنتعرف على قضايا الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة وقد جاء معنا لأول مرة ممثلون عن الحلفاء الطبيعيين للجماهير المحرومة.. الفلاحين الفقراء للبدو الرحل للكادحين من أبناء هذا الشعب: حضر معنا ممثلون عن الاتحاد العام للعمال وممثلون عن الفلاحين الفقراء في المحافظة الثالثة – أبين – دعم الصيادين وهذا اللقاء الذي تلتقي فيه القوى المتحالفة يزيد الثورة تماسكا ووقوفا وعنادا أمام كل المحاولات التي تحلم بالعودة من جديد.
إن الثورة في هذه المرحلة خطت خطوات إيجابية لمصلحة الفقراء من أبناء الشعب وهذه المحافظة يسيطر عليها التخلف المريع وقد لمس هذا التخلف كل الرفاق لمسوا أيضا من خلال رحلتنا القصيرة للمناطق الصحراوية وبعض المناطق الأخرى أن هناك جزءا كبيرا من هذا الشعب يعيش لشهور طويلة لا يجد ماء للشرب وأن هناك النساء بعد أن يضعن أولادهن لا يجدن الماء الذي يغتسلن به بعد الولادة.
وأن هؤلاء النساء يمكثن شهورا طويلة ينتظرن نزول المطر حتى يغتسلن من بعد الولادة وكثيرا من هذه القصص وكثيرا من هذه القضايا لمسها إخواننا المرافقون وسوف ننقلها بأمانة وإخلاص إلى إخوانكم في الجمهورية وخاصة إلى الذين يتمتعون بلذة الحياة وينسون أن لهم رفاقا ولهم أشقاء في هذه الجمهورية لا يجدون أبسط الوسائل الضرورية للعيش مثل الماء والتطبيب والمدارس وغيرها من الأشياء التي يتمتعون بها بطريقة العبث والبذخ.
> نحن وأنتم جميعا مسؤولون عن إقناع الذين لا يعرفون واقع هذه المحافظة ونحن وانتم مسؤولون عن تثقيف هؤلاء الناس الذين لا يدركون حالة التخلف الموجودة فيها وأن نكون شجعانا لنتكلم بالحقيقة فهذه المحافظة تحتاج منا إلى جهد كبير وبذل كل الوسائل لتخفيف الكثير من المشاكل الموجودة فالبطالة موجودة والإنسان لا يجد أبسط الأسباب لإيجاد لقمة العيش وهي مشكلة تعتبر أساسية في نفوسنا نحن الذي نعرف هذه المحافظة وخاصة مناطقها التي لا توجد فيها الأرض.. والمناطق الجبلية أو تلك التي لا توجد فيها زراعة إلا بقدر قليل لا يكفي ثلث أو بعض سكان هذه المناطق.
> إن شهداءنا الذين يسقطون في هذه المحافظة إنما يدعموننا نحن الذي ندافع عن هذه المحافظة التي هي قاعدة الثورة لأنها تتكون من المحرومين والفقراء والمعدمين تتكون من الذين لا يملكون شيئا في هذا الوجود إلا الفقر وأنهم سيناضلون ويموتون من أجل الثورة وسيسجل الشهيد في سجل الخلود بأسطر من نور صمود هذه المحافظة وسيسجل أيضا لأهله وأسرته وأولاده من بعده التاريخ الأبيض في حين أن كل ما سيفقده هذا الشهيد لا شيء سوى الفقر.
> لقد لمس كل الرفاق الذين سينقلون الصورة الواضحة إلى المدينة إلى أولئك الذين يتمتعون بالحياة في المدينة حياة التعاسة والشقاء في هذه المحافظة وأننا أيها الإخوة سنحاول قدر المستطاع أن نأتي بين حين وآخر لنجري عملية تثقيف لأنفسنا وسنحضر دائما مناسباتها لأنها هي التي تشدنا للثورة وأن وجودنا في المحافظة الأولى “عدن” والتمتع بالرفاهية والتمتع بالراحة ينسينا هذه الجماهير المحرومة وعلينا جميعا نحن المسؤولين والسياسيين والإداريين إذا أردنا أن نعرف أهداف الثورة أن نأتي إلى هذه المحافظة ونزور مديرياتها.
> إن الكثير من الناس يجهلون أن الكرب والصيعر “قبيلتان” البرجوازي منهم من يمتلك تيوب سيارة مملوء بالماء وأن النساء اللاتي يقطعن المسافات في رعي الأغنام ينقطعن أكثر من يوم من منازلهم لبعد المساف