الفقر مولد الثورات والجريمة
نجيب محمد الزبيدي
نجيب محمد الزبيدي –
.. إن الفقر آفة كبيرة في حياة الأمم ومصيبة عظيمة تجتاح الشعوب وبلاء شديد تسقط في هاويته السحيقة المجتمعات ولكن مع ذلك فإن الخلاص منه ممكن وتجاوز مشكلاته مقدور عليها متى ما عاد الناس إلى ربهم وقاموا بواجباتهم الحياتية على أكمل وجه لأن الفقر هو المولود الشرعي للكسل والنتاج الطبيعي للبطالة وهو الحضن الدافئ للجريمة والسبيل الواسع لعموم المشكلات الاجتماعية مما يوجب على الجميع الوقوف في وجهه.
وتكمن خطورة الفقر في تأثيراته السلبية على المجتمع في نواحي الحياة المختلفة الصحية والتربوية والثقافية والاجتماعية فإليه يعزى ثلثا مشاكل المجتمع التي تقض المضاجع وتؤرق البيوت وتدمي القلوب وتشعل النفوس هما وكمدا لذلك كله اعتبر الفقر عدوا للإنسان كونه يمثل دافعا قويا لا يمكن بالسهولة إيقافه يدفع الإنسان إلى فعل أي شيء ولو كان مشينا ومجرما لتلبية متطلباته والحصول على احتياجاته الضرورية التي لا يمكن أن يستغني عنها كتعويض للحرمان الذي عاشه بسبب هذا الفقر الذي يخيم فوق حياته فالفقر هو مولد الثورات والجريمة.
وبما أن الفقر يرتبط ارتباطا وثيقا بانخفاض الأجور والمرتبات ومستوى إدارة موارد الدولة الاقتصادية فإن الحل قد يكون في وجود برامج عمل شاملة وشبكة تأمين اجتماعي تعمل على مواجهة الفقر كعنصر أساسي أو رئيسي مكمل للاستراتيجية العامة لمكافحة الفقر ويعتمد النجاح أو الفشل بهذه البرامج والاستراتيجيات على مستوى المزج لتلك السياسات بما يتلاءم وأوضاع اليمن الاقتصادية وبما تمتلك من الموارد والثروات الطبيعية في ظاهر الأرض أو باطنها.
والمتعارف عليه أن الفقر له ارتباطاته القوية التي تنشأ أو تنتج من خلال الأزمات السياسية والاختلالات البنيوية والصراعات الاجتماعية بعلاقة جدلية سببية كل منهما سبب للآخر ونتيجة في الوقت ذاته فتاريخ المجتمعات البشرية هو تاريخ صراع تناحري وحروب صراع بين الأغنياء والفقراء كون فئة الأغنياء هم من يملكون القوة والمال ويسخرونها لتحقيق المزيد من الثراء أو الكسب على حساب الفقراء والضعفاء وأولئك المدافعين عن لقمة عيشهم ومصدر رزقهم وحقهم في حياة كريمة وحرة.
بالمجمل العام والمحصلة يتبين لنا ومن خلال الدراسات التي أجريت أن المجتمعات الأكثر تعلما تتضاءل نسبة الفقر فيها بينما المجتمعات التي تنتشر فيها الأمية والجهل تكون نسبة الفقر فيها مرتفعة جدا لأن المتعلمين أوفر حظا في الحصول على وظائف وأشغال وأعمال أرقى من تلك الأعمال التي يقوم بها الأميون.