الإنسان باني الأوطان

علي العماري


 -  كل الشعوب والأمم تتفاخر بتاريخها وماضيها .. ولكنه لا ينبغي لها أن تظل تتغنى بأمجادها فالمهم والأهم هو الانصراف لبناء الحاضر والتخطيط للمستقبل .
وللأمة العربية تاريخ عريق وحضارة وثقافة معروفتين للعالم أجمع غير أن الاتكاء على الأطلال وتجاهل تحديات الراهن وإغفال قضايا الآتي يجعلها تغرد خارج سرب العصر الطائر بجناح واحد .
علي العماري –

كل الشعوب والأمم تتفاخر بتاريخها وماضيها .. ولكنه لا ينبغي لها أن تظل تتغنى بأمجادها فالمهم والأهم هو الانصراف لبناء الحاضر والتخطيط للمستقبل .
وللأمة العربية تاريخ عريق وحضارة وثقافة معروفتين للعالم أجمع غير أن الاتكاء على الأطلال وتجاهل تحديات الراهن وإغفال قضايا الآتي يجعلها تغرد خارج سرب العصر الطائر بجناح واحد .
العلم هو مفتاح تقدم وتطور الجنس البشري وبالعلم وحده بلغ الإنسان الفضاء وغزا القمر والمريخ وليس بالخرافة والخزعبلات والدعاء.
قوة الأمم بتسليح أجيالها بالعلم والمعرفة .. لا بالجهل والتجهيل .. نتساءل أحيانا عن أسباب العداوة القائمة بين حكامنا العرب والتعليم والمتعلمين وتهميشهم بينما يجري تكريم غير المتعلمين وتعيينهم بمناصب عليا وكأنهم يقولون لنا أن الأمي أفضل من الخريج .. اهو الخوف إذا على كرسي الحكم من المتعلم بالتأكيد ¿
إن غياب مراكز التخطيط والدراسة والبحوث العلمية القوية والفاعلة يعكس حقيقة النظرة القاصرة لوسائل ومسائل البناء المؤسسي المنظم والمنهج .
وتكاد تكون نسبة الأمية العالية القاسم المشترك لدولنا العربية الغنية منها والفقيرة على حد سواء.
ومع تفشي آفة الأمية حتى بين أوساط النخب الحاكمة وميلها للحياة السياسية غير المدنية فقد أثقل ذلك كاهل الشعوب وألقى بظلال كثيفة على أحلامها وتطلعاتها في إقامة دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية وفق خطط وبرامج استراتيجية بعيدة المدى.
لماذا تأخر العرب عن ماراثون سباق الدول المتقدمة والصاعدة رغم أن منطق التاريخ يقول أن لا أمة تمشي صراط بنائي مستقيم وإنما تمضي متعرجة بين الصعود والهبوط . إذا المطلوب أن نصعد نحو العلى لا أن ننزل إلى الأسفل ولن يكون ذلك إلا عبر سلم التعليم وبوابة التنوير .
والأمر لا يبدو معجزة أو ضربا من الخيال لأننا أمة قادرة على بلوغ المستحيل إذا ما استغلينا إمكانياتنا البشرية والمادية الهائلة بشكل صحيح وسليم.
بتعلم الألف والياء والسين والجيم نهزم غول الجهل ونحرر الإنسان اليمني من عبودية الأمية والحاجة والفاقة والفقر والبطالة ونكسر حاجز الخوف من القادم المجهول ونطل برؤوسنا مرفوعة على عالم اليوم المعطر بالزهو والخلود ألد أعداء الشعوب.
إن بناء الإنسان أهم وأعظم إنجاز من بناء ناطحات السحاب والأوطان تبنى بسواعد أبنائها القوية وعقولهم المستنيرة وبإمكان دولة عربية غنية شراء مصنع للسيارات من اليابان وتشغيله بنجاح بواسطة عمالة أجنبية .. بيد أنه من المحال الاستغناء عن شعبها واستبداله بشعب آخر حتى لو كان من الصين.

قد يعجبك ايضا