بالحظ !

أحمد غراب

 - 

الذين وضعوا امتحانات هذه السنة كان يفترض أنهم يقدموا فوازير رمضان فقد تمخضت العبقرية التعليمية في بلادنا وأفرزت أربعة نماذج إمتحانية لمنع الغش لكن ما لم يتنبه له عباقرة
أحمد غراب –

الذين وضعوا امتحانات هذه السنة كان يفترض أنهم يقدموا فوازير رمضان فقد تمخضت العبقرية التعليمية في بلادنا وأفرزت أربعة نماذج إمتحانية لمنع الغش لكن ما لم يتنبه له عباقرة النماذج عدم المساواة في النماذج يعني نموذج صعب ونموذج سهل وكل طالب هو وحظه.
وما يلفت انتباهي ويثير استغرابي ان وزارة التربية والتعليم في بلادنا تنام طول السنة ولا تصحو إلا عند إعداد نماذج الامتحانات فلماذا لايسمونها وزارة الامتحانات إذ يستبعد مثلا أن الذي اعد امتحان الرياضيات هو “عبود الخوارزمي” والذي أعد امتحان الفيزياء هو الأستاذ ” مسعود بن الهيثم” والذي أعد امتحان الكيمياء هو الاستاذ “علي ولد حيان” والذي أعد أسئلة الانجليزي الاستاذة ” لندن بنت انجلش ” والذي أعد امتحان اللغة العربية هو الأستاذ ” مرشد سيبويه “.
وحكاية الحظ هذه ليست في النماذج فقط بل في الغش ايضا فهناك مراكز امتحانية قبضة من حديد وهناك مراكز امتحانية محل ما يعجبك روح دفترك داخل الروح باغمض على شانك وباقول مسموح.
والحقيقة انني أرثى للطالب اليمني فهو ضحية في كل الظروف ضحية السياسة وضحية اوضاع البلاد المتدهور من كهرباء وسوء خدمات وسوء عملية تعليمية وجهل وقات وفقر ومنهج تلقيني ممل ومعلمين يعانون من الاحباط النفسي والمعنوي وحزبية ظلت طوال اعوام تنخر في العملية التعليمية وتعييناتها حتى صار المثل ” يوم الامتحان يكرم الشمس او الحصان “.
ظاهرة الغش في الامتحانات تؤكد أننا بحاجة لثورة حقيقية ضد الجهل والغش بجميع أنواعه لا أقول الغش السياسي فقط فالتغيير في القمة لا يعني شيئا طالما ظل الأساس مغشوشا.
نعم هذه السنة الغش اقل لكن هناك تفاوت مناطق فيها غش واخرى ما فيها بحسب ضعف او قوة التنسيق الأمني وعوامل اخرى مثل دخول التكنولوجيا في الغش كالواتس اب مثلا.
ايا تكن هذه الامتحانات يظل الامتحان الحقيقي والصعب متمثلا بالسؤال الاجباري الذي يقول هل تخرج اليمن من دائرة الجهل التي تعيشها.
نقول للطالب من غشنا فليس منا والمقاول الذي بنى المدرسة غش في بنائها وعدم توزيع المدرسين والكتب في موعدها (غش) وإهمال المدارس من المعامل والحصص الترفيهية والبدنية (غش) وإهمال الآباء لأبنائهم وعدم متابعتهم وتشجيعهم دراسيا (غش) والبلادة التي يولدها منهج التلقائية القائم هي (غش منهجي) وثقافة الغش المتطايرة في التجارة والوظائف والمعاملات اليومية والواسطات والسلع المنتهية وانعدام الضمير المهني ووأد مقاييس الإبداع ودفن الموهوبين.
الحاصل اننا كل ما قلنا ان اليمن ناجح ومنقول الى اليمن السعيد نكتشف انه باقي للإعادة.
والمشكلة ان مافيش احد بيذاكر له كلهم بيذاكروا عليه.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
Ghurab77@gmail.com

قد يعجبك ايضا