عندما تنفد الصحف!!
حسين العواضي


حسين العواضي –

لزمن خلا وصحيفة «الثورة» الغراء تتكدس في الأكشاك يمر القراء عاتبين صامتين فلا يردون السلام وحين تنفد الصحف من أركانها وتطير من أوكارها فإن هناك أخبارا سارة لماذا لم تطبعوا أكثر يا فيصل¿
< الأخبار السارة صارت قصية منيعة ينتظرها المواطن القلق والحانق مثل ترقبه المضني لأمطار الموسم وأجمل الأخبار تأتي في مساء «الربوع» يا حضرات المتشائمين.
< معسكر يتحول إلى حديقة يحدث هذا في بلاد كادت قبل سنتين تتحول فيه المعسكرات والحدائق إلى مقابر للأبرياء لولا رحمة الرحمن الرحيم وحكمة العقلاء الخيرين.
< من فرط الفرحة ونشوة السرور تنزل مناقصة تجهيز الحديقة بعد ساعات معذورين أحبتنا في أمانة العاصمة غير مصدقين يدفعهم الشك وتجارب الماضي قد يغير أحدهم رأيه أو يظهر للأرض غرماء من تحت التراب.
< قرارات الأربعاء أسعدت القلوب وطمأنت النفوس وشرحت الصدور صارت حديث الناس وزادهم الشهي في المقاهي والطرقات والمقايل والحافلات.
< حتى محمود ياسين الساخط النبيل قال إن اليمنيين سمعوا مساء الأربعاء صوتا كارثيا يغلق وأنهم حصلوا على رئيسهم كاملا وقادرا وغير قابل للتهديد.
< قبل بضعة أيام كان لنا جيشان متنافران متخاصمان جيش السبعين - نسبة إلى ميدان السبعين - وجيش الستين - نسبة إلى شارع الستين - ولم تكن لهما نسبة إلى اليمن لا مهام ولا أهداف.
< يدور الجنود الأبرياء والضباط المحتارون حول أنفسهم لا يدركون ماذا يفعلون¿ في أي اتجاه يصوبون بنادقهم أين عدوهم¿ كابوس قاتل ولى إلى غير رجعة.
< الآن يصبح للوطن جيش موحد يجب أن ترسم له أهداف جديدة ومهام عاجلة لحماية الوطن وتأمين المواطن لا عذر الآن ولا تضارب أو اختلاف.
< وطالما عرفنا فرسان المناطق من (1 - 7) فإن أمامهم واجبا محتوما في ملاحقة مهربي السلاح في المنافذ والموانئ وقطاع الطرق والمعتدين على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط.
< أليس من الخزي والعار على حماة الوطن أن واحدا اسمه «كلفوت» يكلفت اليمن في الظلام وكل صباح يبكر الناس إلى حقولهم ومزارعهم وهذا الكائن الظلامي المتوحش يقذف أبراج الكهرباء بالرصاص.
< من الآن غريمنا قائد المنطقة العسكرية الثالثة ومقرها مدينة مارب اللواء أحمد سيف اليافعي ولا عذر مقبول يا سيادة الجنرال.
< الآن أرقام المناطق ستكشف عن نجاح القادة أو إخفاقهم مرحلة لا تواكل فيها ولا أعذار والقائد العسكري الذي يكون حليفه غير الله وحزبه غير الوطن سيسقط تحت أقدام الجنود.
< لأن الساخطين على كل شيء يغتالون الفرح - كعادتهم - ينسجون التصنيف والتعريف هذا قائد جنوبي وهذا قائد إخواني وهذا موال لفلان الفلاني.
< اليمنيون طيبون ويستحون أيضا ومن عنده وقية من الحزبية فإن عنده كيلو من الحياء قيمنا أكبر من أحزابنا وفي هذا سر تجاوزنا للمصاعب والمكائد والأزمات.
< ولنا أن نفخر ونزهو بقيم المحبة والتسامح ولننظر دائما إلى الأمام فمن يشغل نفسه بنبش الماضي لن يقوى على بناء المستقبل.
< وتذكروا دائما أنه سيتوفر لنا الوقت الكافي إن استطعنا أن نستغله في العفو والبناء والتآخي ولا نهدره في التواكل والثأر والتذمر واعلموا أن في القلوب العامرة مجالا لكل شيء أما القلوب الفارغة فلا تتسع لأي شيء.
آخر السطور
للشاعر الكبير سليمان العيسي
هنا في السعيدة
رأيت الأساطير تنبت من ضلع صخرة
ويعبق ملء الفضاء البخور
ويكتم حتى عن السر سره
وتغفي العصور
وتمضي السعيدة
حكاية عمر مديدة
تغطي العصور..
بخور… بخور.
