اليمنيون .. سؤال الجدران والبحر..!!

عبدالله الصعفاني

مقالة


 -  ذات صباح رافقت المرحوم الأستاذ محمد الزرقة إلى حوار صحفي بين هيئة تحرير صحيفة الثورة والمرحوم الاستاذ فرج بن غانم رئيس الوزراء آنذاك.
 أهم ما علق في ذاكرتي الضعيفة قوله أننا في اليمن نستنزف حصص الأجيال القادمة مشي
عبدالله الصعفاني –

مقالة

ذات صباح رافقت المرحوم الأستاذ محمد الزرقة إلى حوار صحفي بين هيئة تحرير صحيفة الثورة والمرحوم الاستاذ فرج بن غانم رئيس الوزراء آنذاك.
> أهم ما علق في ذاكرتي الضعيفة قوله أننا في اليمن نستنزف حصص الأجيال القادمة مشيرا إلى الماء والبترول.
وكان مع الرجل كل الحق فالبلد الفقير إلى الماء يستنزفه على القات والبلد محدود الطاقة النفطية ينفقها على الاستهلاك اليومي ليأتي الأبناء والأحفاد “مولاي كما خلقتني”.
> ولو أن فرج بن غانم ومعه الزرقة عادا إلى الحياة بأمر الله فسيطلبان الموت ليس لاستمرارنا في استنزاف حصص الأجيال دونما تفكير في المستقبل فحسب وانما لأننا نعبث بالكثير من المقدرات .. من الوحدة إلى محطة مارب الغازية.
وفي مقدمتها هذا الاستنزاف لمخزوننا التاريخي من الحكمة والقيم.
> هل في الأمر مبالغة بعد الذي كان من اختلاف علماء اليمن حتى فقدوا القدرة على التأثير في الناس¿ وهل حقا ما نزال داخل معاني القول.. أهل حكمة وفقه وإيمان.. وأرق قلوبا والين أفئدة..¿
ثم ما الذي بقي من أخلاق القبيلة وممارسات البداوة الفطرية الأصيلة..¿
> ولست بصدد فاصل مزايدة أو مناقصة بالأمر المباشر أو من تحت الطاولات لكننا بالفعل أمام مظاهر ومواقف مكروهة تدعو لأن نلهج إلى الله بالدعاء.. “رب مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين”.
> قوى شريرة تقنص أرواح رجال الأمن بمثابرة متوحشة.. قطع للكهرباء وضرب لأنابيب النفط.. سباق على نهب المال العام بمبرر أن العمر فرصة وأن لعبة الكراسي الوظيفية في حالة دوران.. والأهم والأخطر من كل ذلك أن العناصر التي تدعو للتمزق والفتنة هي الأعلى صوتا وسط اعتقاد من تبقى من الحكماء بأن الأمر مجرد فضفضه.
> ثم ماذا يمكن القول حول استرخاص دماء الناس لأتفه الأسباب وابهت الدوافع والاستهانة بحياة الناس ومعيشتهم لمجرد الابتزاز أو الدفاع عن محكوم.. والمصيبة أن هذه الأفعال تأتي من معروفين بمناطقهم ومنازلهم وهواتفهم وأسمائهم الرباعية..! ودائما يحدث هذا في اليمن..!!
> ولولا أن السؤال لغير الله مذلة لسألت ما الذي يمنع حكومة الوفاق أن تكون حكومة بعد الذي كان ويكون من اجتماع المبادرة والدستور ومؤتمر الحوار وتوحيد الجيش في سلة سياسية واحدة.. وكيف لا تريد القيام بوظيفتها وهي تحظى بمساندة رئىس جمهورية منتخب من الشعب ومدعوم من العالم..¿
> ما هذه الانشغال الحكومي بالفرجة.. والانشغال بالقيل والقال وإهدار المال وكثرة المواقف الباهته المستفزة للسؤال والخيال..¿
تبدو مواقف المسؤولين تجاه المعاناة اليومية وكأنها تختزل العبارة الحصرية للداعية المصري المتفكه الدكتور مبروك وهو يقول “عك يعك عكا”.
> البلاد أيها الأحباب كما تردد في مرحلة تحول.. والتحول المطلوب ليس في إكثار الشعب من العيال وليس في فرجة الجيل الصاعد على صور العنف وانفعالات المسلسل التركي وادي الذئاب .. وكفاية عليهم عدوانية الأقواس وحرق الإطارات.
> وأي نعم عيوننا مصوبة باتجاه مؤتمر الحوار ولكن.. إلى متى يستمر خطاب فك الارتباط والحوار بلا سقف والموفنبيك بدون باب وهل من المقبول أن يصل الأمر حد التشابك وأن يحال أحد أعضاء الحكم الرشيد إلى لجنة الانضباط مرة واثنتين وثلاثا.
> إن ورطات أخلاقية تكشف عن نفسها هنا وهناك الأمر الذي يفرض المسارعة إلى تطبيق القانون واللائحة على الكبير قبل الصغير.. فالدولة انسجام في عمل الهيئات .. والحكم الرشيد يبدأ من انضباط فرق مؤتمر الحوار وإلا عن أي حوار وأي حكم رشيد نتحدث.
> وبشيء من التفكير وقليل من التدبير سنقف على استحقاقات آننا يمنيون وأننا مسلمون .. وأننا مأمورون بالتواصي بالحق والصبر والأمر بالمعروف.
> ويا أيها السادة لا تتركوا الأجواء تسوء.. فالجدران العازلة تنتصب من آمامنا والبحر من خلفنا يردد متسائلا: أيها اليمنيون أعرف ضعف مهارتكم في السباحة فإلى أين ستهاجرون..!¿

قد يعجبك ايضا