يريدون أرضهم سكنا أو مقابر

د.محمد علي بركات


 - ومازالوا يدفعون ثمن حلمهم البسيط في الاستقرار والحصول على مأوى طوال هذه السنين العجاف دون كلل أو ملل متحلين بالصبر الجميل.
تلك هي الحكاية المؤلمة للمشتركين في ( مشروع الحتارش ) السكني الذي أصبح ذكرى لفقدان الأمل دون تفصيل.
د.محمد علي بركات –

ومازالوا يدفعون ثمن حلمهم البسيط في الاستقرار والحصول على مأوى طوال هذه السنين العجاف دون كلل أو ملل متحلين بالصبر الجميل.
تلك هي الحكاية المؤلمة للمشتركين في ( مشروع الحتارش ) السكني الذي أصبح ذكرى لفقدان الأمل دون تفصيل.. ويبدو أنه سيتحول من مشروع سكن إلى مشروع مدافن لمن سيحالفه الحظ من أولئك الموظفين عند الرحيل.. بعد أن واتى الأجل بعضهم بالفعل قبل أن يحظى بشرف السكن في المنزل الذي حلم بتأسيسه أو حتى بدفنه على الأرض التي دفع ثمنها من قوته وقوت أسرته قبل عقدين من الزمن الأثيل.. وتلك من سخريات القدر اللهم لا اعتراض ولا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه يا جبار يا جليل.
فهل يحلم من تبقى من ذوي الأحلام أنهم سيطئون أرض هذا المشروع الأسطوري وهم على قيد الحياة أم أن مصيرهم كسابقيهم من رفاق التعاسة الذين قابلوا وجه الكريم خير وكيل ..¿! الله أعلم بما تجري به المقادير وتغيير ما كتب على الجبين بالطبع يعتبر من المستحيل.
الغريب حقا وما يدعو للعجب أنه قد تدخل عدد من الوجهاء وكبار المسئولين في الدولة لحل مشكلة ( المشروع الحتارشي ) المزمنة دون جدوى رغم وجود كل الوثائق الشرعية وكل ما طرح وقيل.. ولا نعلم ما هي العقدة في عدم حل هذه المشكلة العويصة طوال هذه الفترة فليس من المعقول أن تكون الدولة عاجزة عن حلها لإحقاق الحق دون الحاجة إلى هذا التطويل والتعطيل.. لأن القضية واضحة وضوح الشمس في وضح النهار ولا يحتاج الأمر إلا إلى شيء من الحزم والحسم لردع المخالف للقوانين والمراوغ كثير الأقاويل.
وربما أن هذه القضية كما يشاع قد حازت أخيرا الاهتمام اللازم لدى الإخوة الأجلاء المعنيين بحلها لتحدث المعجزة ويعاد الحق لأصحابه بعد طول انتظار لبلوغ هذا السبيل.. ولكن يبدو أن هناك من يريد ألا تفوته فرصة الاستغلال والابتزاز في جميع الأحوال حيث أصبح تنفيذ هذا الأمر مرهونا بدفع المشتركين لمبالغ مالية إضافية لضمان حصولهم على أراضيهم كنوع من التيسير والتسهيل.. بدلا من أن يطالبوا بفوائد أموالهم منذ عام 1986 م حتى الآن حيث خضعت لعملية استثمار غير مشروعة بأسلوب ليس له مثيل.. فهل من المعقول أن يحدث هذا في ظل هذه الحالة مزمنة الضرر على أصحابها من الموظفين محدودي الدخل الذين عانوا طوال تلك السنوات ومنهم من قضى نحبه ومنهم من إلى التقاعد أحيل.. ومنهم من ينتظر أحد الأجلين دون مبالغة أو تهويل.
وهل من العدل والإنسانية أن تفرض عليهم أعباء مالية جديدة مقابل الحصول على حقهم الذي انتظروه تلك الفترة الطويلة ¿! ألا يكفي أن أموالهم ظلت تستثمر عشرين عاما بالتمام والكمال وكانوا مجبرين خلالها على تقبل ذلك الاستغلال والتضليل ..¿!
والفوائد والعوائد لاستثمار أموال (المشروع الحتارشي الشهير) لتلك الفترة يمكن أن يحسبها ذوو الشأن بيسر وسهولة في جلسة مقيل.
فهل سيراعي أولئك ضمائرهم في هذا الأمر ليضاف إلى ميزان حسناتهم قبل الرحيل والسابقون خير دليل ..¿ أملنا كبير أن يحدث ذلك لإسعاد أولئك الذين طال انتظارهم لتحقيق حلم الاستقرار والحصول على مأوى متواضع لهم ولأولادهم والمولى جلت قدرته بتحقيق آمانيهم كفيل.
وأمام هذه المعضلة والمشكلة المزمنة التي ظلت لستة وعشرين عاما دون حل رغم أنف جميع الأطراف أصحاب الحق أو من تطوع بالوساطة من المسئولين أو الوجهاء أصحاب الجميل.. لم يبق سوى اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى منصف المظلومين ومناشدة الحكومة بإنصاف أولئك المقهورين في ظل دولة النظام والقانون من عبث بعض الخارجين عن القانون وعن الأصول من ذوي الاستغلال والفكر العليل.. آملين سرعة الاستجابة تأكيدا لهيبة الدولة على كل شبر في العاصمة وعلى ربوع أرض هذا البلد الأصيل.. فهل يتعشم أولئك الذين تعرضوا للظلم بأن يحصلوا على أرضهم بمنطقة (الحتارش) بعد انتظارهم طوال تلك السنوات سواء كسكن أو حتى كمقابر ربما تحدث المعجزة وتتحقق الأمنية.. وتلك خلاصة القضية.

قد يعجبك ايضا