الأدوية المهربة .. الموت العابر للحدود
تحقيق مفيد درهم

تحقيق/ مفيد درهم –
مختصون: صحة المجتمع في خطر .. والاستثمار الدوائي يتكبد خسائر فادحة
تشهد الأسواق اليمنية عاصفة من الأدوية المهربة محملة بأصناف مقلدة وضارة قادمة من خارج الحدود بطرق غير شرعية يتوقع ذوو الشأن أن تفتك بأرواح المرضى خلال الفترة القادمة خصوصا في ظل اختزال الرقابة فيما ندر من التحذيرات والتي آخرها حسب ما قال الدكتور عبدالودود هزاع جازم
– مدير الرقابة والتفتيش الدوائي بالهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية – تهريب صنف دوائي تحت مسمى خردوات من الصين إلى اليمن عن طريق المملكة العربية السعودية ويحمل ختم وكيل سعودي وتم اكتشافه بالتعاون مع الإخوة في جمرك الحديدة غير أن الكثير من الأدوية الموجودة في الصيدليات والمخازن البعيدة عن أعين الرقابة ذات تقنيات تهريب عالية ودقيقة سهلت المهمة لضعفاء النفوس من مروجي الأدوية .. الكلام هنا للأخ إبراهيم الهويدي – صيدلي – متحدثا عن تصريفها والأضرار التي تلحقها بالمرضى وكيف أنها ضربت القطاع الخاص المستورد للأدوية بطرق قانونية ما جعل مدير الرقابة والتفتيش الدوائي بالهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية يقاطعني عند سؤالي عن دورهم في إصدار قائمة سوداء بمهربي الأدوية ليقر بعدم الاستطاعة واصفا عدم قدرة الدولة على استيراد الأدوية بأنه يصيب الأمن الدوائي بمقتل.
❊ يقول الدكتور إبراهيم يحيى الغفاري من شركة إيساي اليابانية للأدوية أن تقنيات تهريب الدواء إلى اليمن تطورت بشكل دقيق فمجرد النظرة غير الفاحصة للصنف الدوائي (methycobal) المستخدم في علاجات التهابات الأعصاب الطرفية الناتجة عن مرض السكري لا تستطيع أن تميز علامات التهريب الدقيقة وعند التدقيق في الصنف المهرب من الأصلي تجد خلف الباكت مكتوبا عليه (المملكة العربية السعودية) والسعر باللغة العربية بينما الأصلي تجد اسم الوكيل في مقدمة الباكت.
ويضيف الغفاري: رغم حساسية المادة الفعالة (mecobalamin) في الصنف الدوائي (methycobal) للضوء والحرارة وتحولها خلال ٥١ دقيقة إلى مواد أخرى ضارة بالمريض إلا أنه يتم تهريبه عبر الحدود السعودية اليمنية وفي أيام الصيف الحار مما يجعلها معرضة للحرارة غير الملائمة فيصبح وباء عابرا للحدود إلى اليمن ليصيب الكثير من المرضى بالأضرار العديدة ويسيء للقطاع الخاص المستورد للأدوية مما دفعنا إلى إبلاغ مكاتب الصحة في المديريات بذلك والتي كان دورها سلبيا على العكس تماما بالنسبة للهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية التي تعاونت معنا في التخفيف من ظاهرة تهريب الأدوية التي تنعكس سلبا على الاستثمار في قطاع الدواء حسب إمكانياتها البسيطة.
ويؤكد الغفاري على أن إجراءات الجهات المعنية في التخفيف من تهريب الأدوية وصولا إلى الحد منها غير مجدية ولم تصل إلى أدنى ما يطلبه القطاع الخاص من حماية المستهلك وحماية استثماره ويدعو مروجي الأدوية والصيادلة إلى مراعاة ضمائرهم وعدم التعامل مع مهربي الأدوية كونهم يضرون بصحة المريض ويعرضون أنفسهم للمساءلة القانونية.
صعوبة الترويج
❊ ويؤكد فهمان عبدالمؤمن مندوب شركة أدوية على أنه يجد صعوبة في الترويج للأدوية الأصلية في ظل الأدوية المهربة كما أن عمل المندوبين يتعرض للعراقيل‮
