الحوار وسيلة للخروج من الأزمة
عبدالله علي النويرة
عبدالله علي النويرة –
> الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي اعطاه الله سبحانه وتعالى ميزة العقل والتفكير واعطاه ميزة القدرة على التفاهم مع أبناء جنسه وبما يؤدي إلى حصول الألفة والمحبة أو التنافر والتناحر بواسطة هذه الميزة التي يفترض أن تكون أداة للتواصل مع الآخر للوصول إلى قواسم مشتركة تؤدي إلى التعايش بين بني البشر وهذا هو الأصل في فطرة الإنسان التي فطر الله البشرية عليها وأي شذوذ عنها يعتبر شذوذا عن الفطرة السوية.
إننا في هذه الفترة الحرجة أحوج ما نكون إلى صوت العقل السوي الذي يدلنا على الخير ويبعدنا عن الشر ولعل الخير كل الخير هو في اتباع الفطرة السليمة والدخول مع الآخر في حوار شامل يفضي بنا للوصول إلى قواسم مشتركة تخرج الوطن مما يحاك ضده من مؤامرات تريد به شرا وتدفعه إلى التشرذم والدخول في متاهة لها أول وليس لها آخر وهذا الأمر ليس خافيا على أحد فهناك صراع محلي يتم تغذيته اقليميا ودوليا من قبل من لا يريدون الخير لليمن وهذا التكتل يعتبر مناهضا للدعم الإقليمي والدولي الذي يحظى به اليمن من قبل الخيرين الذين يدركون أهمية استقرار اليمن للأمن الإقليمي والعالمي وهنا تكمن المفارقة.
إننا بحاجة ماسة في هذه المرحلة العصيبة من تاريخنا إلى تغليب صوت العقل والحكمة وإدراك ما يحاك ضدنا لكي نقف صفا واحدا أمام العواصف التي تريد أن تبعد اليمن عن بر الأمان إلى أتون صراع له أول وليس له آخر وعلى الجميع أن يدركوا أن من السهل إشعال الفتنة وقد يستطيع أيا كان أن يقوم بها ولكن يستحيل أن يتمكن أحد من إيقافها بعد اشتعالها ولنتذكر أنه يمكن إشعال مدينة كاملة بعود ثقاب ولكن عملية الإطفاء قد لا تنتهي إلا بحرق المدينة بكاملها.
إن إدراك المعطيات التي تتحكم في سير عملية الحوار شيء أساسي لنجاح الحوار ولعل دخول جميع الفرقاء إلى أتون الحوار بقلوب مفتوحة ونيات حسنة تضع مصلحة الوطن فوق كل مصلحة ويكون هناك اتفاق مبدئي على ثوابت وطنية متفق عليها من جميع الفرقاء بحيث يتم الحوار بشفافية كاملة بعيدا عن المماحكات التي يعمل بها البعض ممن يريدون استمرار الوضع العبثي الذي يعيش فيه الوطن تنفيذا لأهداف ضيقة بوصلتها يتم توجيهها من أماكن بعيدة.
نحن بحاجة إلى وقفة صادقة مع النفس وعلينا أن ندرك أن التاريخ لا يرحم وسيكون حكما عادلا لنا أو علينا فإذا أحسنا وكنا على قدر المسؤولية فإن التاريخ سيذكرنا بأحرف من نور باعتبارنا استطعنا أن نرفع وطننا فوق هاماتنا وإن لم نقم بذلك فإنه سيذكرنا بأحرف من الخزي والعار لأننا فرطنا في وطننا الذي يستحق منا أن نضحي في سبيله بكل غالي ونفيس.
حفظ الله الوطن من كل سوء ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه إن الله على كل شيء قدير.
