آن الأوان للمصالحة الوطنية
نبيهة محضور
نبيهة محضور –
انعقاد مؤتمر الحوار يعد حدثا هاما يترقبه اليمانيون منذ شهور ويعلقون الآمال الكبار عليه وهو الحوار الوطني الذي يعتبر من أهم مخرجات المبادرة الخليجية التي ارتضتها أطراف الصراع السياسي وذلك بعد الانتقال السلمي للسلطة الذي شهدته بلادنا في فبراير 2012م في حادثة سابقة من نوعها في المنطقة ليتجاوز اليمانيون بحمد الله الكثير من المصاعب والمخاطر التي تهدد كيان اليمن وأمنه واستقراره وهاهي اليمن تستعد لاحتضان أبنائها بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم وأيديولوجياتهم حول طاولة الحوار الوطني التي ستناقش عليها أهم قضايا الوطن ويتحدد عليها مصيره ومصير اليمانيين كافة, فهل استعد اليمانيون لهذا الحدث الذي سيغير وجه التاريخ اليمني والذي سيرسم خارطة طريق جديدة لمعالم المدنية الحديثة التي يحلم أن يتعايش في ظلها اليمانيون هل تمكن أبناء السعيدة من إذابة جبل الجليد الذي صنعوه بأيديهم هل أزالوا تلك الحواجز التي تفصل بين الأخوة¿ هل استطاعوا تطهير قلوبهم من شوائب الحقد العالقة بهم¿ هل غسلوا أفئدتهم بماء المحبة¿
رسالة نوجهها للأطراف المتحاورة .. وخاصة الأحزاب السياسية ودعاة الانفصال نتمنى من الجميع أن يدرك مدى أهمية الفرصة المتاحة أمامنا وأن تسعوا جميعا إلى إيجاد تسوية سياسية جادة وأن تكونوا على قدر كبير من المسئولية في تناولكم لقضايا الوطن وخاصة في ما يخص شكل نظام الدولة أو الحكم الذي ينبغي أن يتم اختياره بشكل دقيق لأنه سيحدد معالم اليمن وعنوانه وأن يدرك الجميع أن أي محاولة لتجزئة الوطن تحت أي مسمى ما هي إلا بوادر للقضاء على الوطن وهدم تاريخه الشامخ .
ونقول للجميع:
إن اليمن استطاع تجاوز الكثير من العقبات والتحديات في وقت كان البعض يراهن عليه وأثبت اليمانيون كم هم أصحاب إرادة وحكمة وها نحن اليوم أمام فرصة تاريخية عظيمة على اليمانيين أن يثبتوا أنهم قادرون على حل قضاياهم بأنفسهم فالعالم عامة واليمنيون خاصة يعلقون الأنظار على مخرجات الحوار الوطني وإلى أي مدى سيخدم القضية الوطنية .
رجاء لجميع الأطراف المتحاورة لتكن طاولة الحوار مكانا تلتقي فيه قلوب اليمانيين وأهدافهم ورصيدا يضاف إلى تاريخهم المشرق.
نتمنى لمؤتمر الحوار الوطني النجاح والتوفيق وأن يكون نافذة للدولة المدنية الحديثة .