كيف لا نتحاور ..¿!

طارق البنــا

 - لنتحاور فهذا هو السبيل الأوحد والطريق الأكثر أمانا للوصول بسفينة الوطن إلى بر الأمان بعد أوقات عصيبة كادت أمواج الخلاف وأعاصير الحسابات السياسية أن تؤدي بها وبنا جميعا إلى التهلكة! كيف لا نتحاور ونحن جميعا نهدف إلى غاية
طارق البنــا –
لنتحاور فهذا هو السبيل الأوحد والطريق الأكثر أمانا للوصول بسفينة الوطن إلى بر الأمان بعد أوقات عصيبة كادت أمواج الخلاف وأعاصير الحسابات السياسية أن تؤدي بها وبنا جميعا إلى التهلكة! كيف لا نتحاور ونحن جميعا نهدف إلى غاية واحدة وهي حفظ اليمن مهما تعددت واختلفت أساليبنا وآلياتنا وطرائقنا في تحقيق ذلك الهدف وبالتأكيد أن تعدد الطرائق سيخلق بعض المساحات الفارغة والتي تسبب شرخا في جدار الوطن ومن أجل ردم هذه المساحات والقضاء على هذا الشرخ لا يوجد لنا من سبيل سوى الحوار ¿! كيف لا نتحاور ونحن شعب الحكمة والإيمان شعب الحضارة التي استقت منها بقية الحضارات (سنن) العيش و(فروض) البقاء على ظهر هذه الحياة البسيطة التي تصبح معقدة ومؤلمة ومتشعبة وغير مفهومة إن خلت من الحوار ¿! كيف لا نتحاور وقد أثخنت أجسادنا جراح الشöقاق والخلاف والتصادم والتشتت والمواجهة الموصلة إلى خط مسدود تقف أمامه كل الحلول العقلانية عاجزة وخائبة تعيد النظر وتكرره مرة ومرتين .. لكنه دوما ما يرتد إليها فينقلب خاسئا وهو حسير بل حتى أننا وصلنا إلى مرحلة أبيضت فيها عينا الوطن من الحزن المتهاطل عليه من كل صوب بفعل تجاهل الغالبية للوطن ونسيانه وحضور المصلحة الشخصية أو الأجندة الحزبية أو الانتماءات الأسرية والمناطقية والمذهبية ..¿!
كيف لا نتحاور ونحن نرى الألم يلف كل منزل والحزن يستوطن كل قلب والكآبة تغزو كل جسد والجهل يخيم في كل عقل والفقر يقضي على كل حلم والمرض ينهك كل جسد والعمى يغمض كل عين والصمم يضرب كل أذن والهم يفعل ما يشاء بأرواح من لا يفقهون من السياسة شيئا والذين لا يعرفون إلا لقمة العيش كلغة وحيدة صالحة للحياة ¿! كيف لا نتحاور وقد تعبنا جميعا هد الخلاف قوتنا وفرق التشتت جمعنا ومزق الشقاق صفنا ووسعت الانتماءات الضيقة من عمق (الهوة) فيما بيننا حتى أصبحنا في حالة يرثى لها وفي موقف لا نحسد عليه وفي وضع يحتم علينا جميعا أن نتكاتف لاستعادة هويتنا ومكانتنا وأولى الخطوات وأهمها تكمن في الحوار ولا شيء سواه..! هانحن نتحاور وهانحن نعود إلى رشدنا ونبدأ رحلة التصحيح للأخطاء التي اقترفتها أيدينا جميعا في حق الوطن وهانحن نعيد للوطن ابتسامته التي انبثقت من بين ركام الحزن المتراكم وهانحن نرمم الشرخ الذي صنعناه نحن وهانحن نحفر في الجدار كما قال المقالح وسنظل كذلك وبالتأكيد سينبثق النور عبر ثغرة الحوار المشرقة أما من لا يريدون الخير للوطن فمصيرهم بالتأكيد لن يكون سوى الموت على ظهر الجدار!

قد يعجبك ايضا