قانون الفحص قبل الزواج ..غياب تام مع وجود القانون!!!

تحقيق نجلاء علي الشيباني

 - عادات وتقاليد
مجتمعنا يرفض هذا الأمر ولا يمكن للشباب بالذات تقبل فكرة أن يتجه لمركز الدم من أجل القيام بفحص طبي قبل الزواج هذا قاله عبد العزيز الجائفي موظف في إحدى الدوائر الحكومية وأضاف إذا كان الأمر يعتبر أمرا فيه صعوبة بالنسبة للشباب فهو للفتاة يعتبر مستحيلا ..فمجتمعنا يرفض هذا الأمر ولا يعتقد بأن الفت
تحقيق /نجلاء علي الشيباني –
أطباء وجمعيات مختصة يناشدون الجهات المعنية تطبيق القانون
> الذكور أكثر إقبالا على المراكز الصحية والجمعيات الطوعية لإجراء الفحوصات.
> الثلاسيميا والأنيميا المنجلية تزيد عن 30% من مجمل الأمراض الوراثية في بلادنا

تعددت الأمراض الوراثية (الثلاسيميا) الأنيميا المنجلية وأمراض أخرى عديدة .. وأحيانا لا يتم اكتشافها إلا بصعوبة ..فهي أمراض في الغالب لها علاقة بتكسر خلايا الدم الحمراء ..هنا يصبح المتهم الأول في ذلك هو الوراثة ..
عادات وتقاليد تفرض على الفتاة أن تتزوج بابن خالها وتفرض على الشاب أن يتزوج ابنة عمة لكي لا يخرجون بأنسابهم عن نطاق عائلتهم. ولا يدركون أنها قد تكون بداية لرحلة شقاء يتحملها الأبوان بإنجاب أطفال غير أصحاء.
(الثورة) وضعت هذه القضية على طاولة الجهات المختصة لمعرفة ضرورة وأهمية الفحص الطبي قبل الزواج¿!!
الحقيقة التي لا تقبل الجدل أن الفحص الطبي أمر هام لتفادي حدوث مشاكل مستقبلية تؤثر بشدة على العلاقة الزوجية ويكون ضحاياها أطفال أبرياء ..هذه الحقيقة لم يدركها (عبد السلام) المصاب بمرض وراثي هو وزوجته حتى بعد أن أصبح له أربعة أطفال مصابون بأمراض الدم الوراثية مازالوا يتلقون العلاج ولا يمكنهم العيش كأطفال عاديين وقد توفي له ثلاثة أطفال.. يقول عبدالسلام: (عسى أن يرزقني ربي بطفل صحيح من بين هؤلاء الأطفال) ورغم نصح الأطباء وتحذيرهم له مازال عبدالسلام ينجب هو وزوجته أطفالا مرضى لتستمر المأساة دون توقف..
على العكس تماما قررت ثريا بالاتفاق مع زوجها بإجهاض نفسها أكثر من مرة.. كونها أدركت بعد فوات الأوان بأن زوجها وهو ابن خالتها مصابان بمرض وراثي وهذا المرض يمكن أن ينتقل لطفليهما المنتظر لهذا هما يفضلان البقاء دون أطفال.
غالب يقطر قلبه دما وهو يقوم منذ الصباح الباكر بتجهيز الحقنة لابنه والجلوس بجانبه لمراقبته طويلا لكي لا يترك الطفل يؤذي نفسه بالحقنة ..وبعد ثلاثة أسابيع من العناء يبدأ غالب رحلة البحث عن دم لابنه ..وهكذا يوميا. ويقول إذا ذهب ابني إلى المدرسة فإنه سرعان ما يتعب ولا يتمكن من الاستمرار في الدراسة أو اللعب كطفل طبيعي ..كم تقتلني نظرات طفلي المصاب وكأنه يلومني ويقول لي لماذا أتيتم بي لأتعذب.. «أنا وأمه نموت في اليوم ألف مرة ونحن نرى ولدنا بهذه الحالة ولا نملك فعل شيء له سوى انتظار القدر المحتوم..

عادات وتقاليد
مجتمعنا يرفض هذا الأمر ولا يمكن للشباب بالذات تقبل فكرة أن يتجه لمركز الدم من أجل القيام بفحص طبي قبل الزواج هذا قاله عبد العزيز الجائفي موظف في إحدى الدوائر الحكومية وأضاف إذا كان الأمر يعتبر أمرا فيه صعوبة بالنسبة للشباب فهو للفتاة يعتبر مستحيلا ..فمجتمعنا يرفض هذا الأمر ولا يعتقد بأن الفتاة وعائلتها يفكرون بإجراء فحص طبي لابنتهم وتكون مصابة فيعلم خطيبها ويرفض الزواج بها وتبقى بعدها دون زواج طول حياتها لإصابتها بالمرض ..لهذا فمعظم الأسر حسب رأيه يفضلون عدم القيام بأي فحص طبي قبل الزواج تاركين الأمر للقضاء والقدر..
أما الطالبة منال القادري كلية الطب فتقول: أنا من المؤيدين لأهمية الفحص الطبي قبل الزواج ..لكي لا يظل الأبوان يدفعان الثمن في رؤية أبنائهم يعانون من أمراض لا تتحملها أجسامهم الصغيرة.. تتمنى منال أن يعي المجتمع ضرورة الفحص الطبي لتفادي المخاطر الوراثية وأن يعي الشباب خاصة الجامعيين أهمية وضرورة هذا الفحص فهم من يعول عليهم تغيير المجتمع للأفضل ..ولا أحد منا يريد أن يكون لديه طفل مصاب أو معاق لا قدر الله .

أمراض وراثية
إن التطور الحديث في مجال العلوم البيولوجية والوراثية والمكتسبة حيث أن 5% من أطفال العالم وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية مصابون بأمراض وراثية أو أمراض جينية بدرجات مختلفة وأحيانا بشكل ظاهر للعيان.. وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن الأمراض الوراثية والجينية تسبب 25% من وفيات الأطفال دون السنة على مستوى العالم وتسبب 23% من وفيات الأطفال دون الخمس سنوات عالميا..
وبهذا الصدد يؤكد الدكتور عبدالله الذبحاني طبيب أطفال أن الأمراض الوراثية لا يمكن اكتشافها بسهولة خاصة عند الأطفال بالإضافة إلى أن بعض الأمراض لا تظهر إلا بعد أن يتجاوز الطفل ستة أشهر منها الأنيميا المنجلية والثلاسيميا..مضيفا: تنتقل هذه الأمراض عبر الوراثة للأ

قد يعجبك ايضا