شاحب كهذا الوطن
إبراهيم محمد طلحة
إبراهيم محمد طلحة –
{ كأنك شئت أن تسألني عن هذا اللون الشاحب في عيني وأنا أطöل بوجهي القمحي الحزين من خلف كاميرات المونتاج ودقائق البرنامج!!
شاحب أنا كورقة قات في كومة من الأفكار شاحب أنا كشجرة بن فقدت رونقها النضير وقضت ذابلة كقرار لم ينفذ شاحب أنا كشيء غير معقول كشخص غير مسؤول كقدúر غير معدود وكطلúح غير منضود!!
كوطني أبدو وكما كان كبار المظلومين في وطني يتظاهرون بالسعادة سأفعل كهذا الوطن الصبور سأكون كهذا الوطن الطيب سأحاول أن أراعي المقامات والأحوال كهذا البلد وأنا وأنت حöل بهذا البلد!!
بيني وبين هذا الوطن أنت وبينك وبين هذا الوطن أنا وبيني وبينك وطن أليس كذلك¿!! لو أن هذا الوطن مد كلتا يديه الحانيتين إلينا ولم نقبöلهما فلا ضرورة لي ولا لك لأن منú يريد أن يبدو أقوى وأعز من الوطن ضعيف وإن تظاهر بالقوة.
وطن لا نشبهه لا نستحقه وطن لا نحزن لأجله لا ندعيه وطن لا نتحمله قليلا لا نتشدق بدعوى عدم صلاحيته كثيرا هو هكذا صاف كقلب الأمö لكنه خجول كشحنات الكهرباء هذه الأيام!!
هذا الوطن شاحب بسببي أنا وبسببك أنت ونحن شاحبان لأسباب أخرى تعود في مجملها إلى سارقي النوم من داخل عيني وداخل عينيك وسارقي الثروات من داخل بطن الأرض ومن خارجها من فوقها ومن تحتها عن يمينها وعن شمالها ثم لا تجد أكثرهم شاكرين!!
أنا وأنت شاحبان لأننا مواطنان شريفان لأننا موظفان نظيفان لأننا لا نحب أن نكون متخمين كمؤخرتين تحملان كتلا من البروتينات الفاسدة!! أمام هذا الوطن الكبير سنتضاءل – إذا – حد الشحوب.
سأبدو لك كما تتوقع بعد أن يبدو لنا هذا الوطن كما نرجو سأبدو لك كما تتمنى بعد أن يحقق هذا الوطن كل أمنياته.