لو أن الساسة اختاروا مثقفيهم قبل موظفيهم!!

إبراهيم طلحة

إبراهيم طلحة –
واضح أن المشكل السياسي مرده إلى المشكل الثقافي, وأن الساسة وقعوا ضحية المثقفين الجفاة الغلظاء, الكذابين الأفاكين.. لو أن الساسة يعمدون أولا إلى اختيار مثقفيهم قبل أن يعمدوا إلى اختيار أي من موظفيهم لما كان لأشباه المثقفين وأنصاف المتعلمين وأولئك المتألهين وأنصاف المتألهين من المستشارين الثقافيين كما يسمون, أن يقولوا الأقاويل ويختلقوا الأباطيل لأجل أن يظلوا قباب الثقافة ومنارات المعرفة في نظر الناس..
إن المثقفين المجازفين بعقول الناس هم أنفسهم المثقفون المجازفون بشئون السياسة.. وإن من المثقفين جماعات لاهم لهم إلا أنفسهم ولو هلكت دول وشعوب!!
المثقفون صمام أمام السياسيين, مثلما أن السياسيين صمام أمان البلد, لو صلح الفريقان.. لو أن الساسة اختاروا مثقفيهم قبل موظفيهم لما وقعت الواقعة, ولما أزفت الآزفة, ولما قيل غير الصواب ولا فعل غير الصواب!!..
لو أن الساسة اختاروا مثقفيهم قبل موظفيهم لما جاءنا فاسق بنبأ, ولما أصبنا قوما بجهالة, ولما أصبحنا على أكثر أفعالنا نادمين!!..
لو أن الساسة اختاروا مثقفيهم قبل موظفيهم لما شجر بين الأخ وأخيه خلاف, ولما شاءت الأقدار أن يتقاسم الأوطان التجار والفجار!!
لو أن الساسة اختاروا مثقفيهم قبل موظفيهم لما ضللننا الطريق, ولما فرجنا علينا العالم من كل فج عميق.. من كل بلد شقيق أو صديق!!
لو أن الساسة اختاروا مثقفيهم قبل موظفيهم لما شارك الكبار والصغار في المهزلة, ولما شارفت البلاد على الهلاك بسبب الآراء الخرقاء والمشورات الحمقاء!!
لو أن الساسة اختاروا مثقفيهم قبل موظفيهم لما تكنى فلان بأبي البطولات وعلان بأبي المقولات, وزعطان بأبي بصير وفلتان بأبي نصير, وقادوا البلاد والعباد إلى جهنم وبئس المصير..!!
لو أن الساسة اختاروا مثقفيهم قبل موظفيهم لما شابت الأمور شائبة ولا أخذتنا إلى تلك الهاوية ناصية كاذبة خاطئة,ولما كان للأمور أن تسير ذلك السير المجنون إلى المجهول!!

قد يعجبك ايضا