فيسبوكهم وفيسبوكنا
–
عبدالفتاح علي البنوس
طفرة تكنولوجية هائلة شهدها قطاع تقنية المعلومات وتراسل المعطيات في العالم مع دخول وسائل وأنظمة اتصال وتواصل جديدة عبر الشبكة العنكبوتية ابتداء بالفيسبوك والتويتر واليوتيوب ولا أحد يعلم ماذا ستتحفنا به العقول »النظيفة« في الدولة الصناعية من اختراعات وأنظمة جديدة في هذا المجال الذي يعتمد على التجديد والابتكار تلبية لطموحات وتطلعات وأحلام عشاق التكنولوجيا الذين أدمنوا عليها وصارت شغلهم الشاغل..
> وفي بلادنا لحقنا بركب التطور في مجال تقنية المعلومات وتراسل المعطيات في وقت كانت بلدان العالم قد قطعت أشواطا متقدمة في هذا المجال ومع ذلك فإن خدمات الانترنت شهدت إقبالا منقطع النظير من قبل المشتركين الذين وجدوا من هذه التقنية الحديثة الوسيلة الأنسب لمخاطبة العالم والاطلاع عن قرب لحظة بلحظة على مختلف المستجدات وآخر الأحداث في مختلف المجالات فصارت شكة الانترنت هي الأكثر استخداما في الحصول على المعلومات والأبحاث والدراسات ومن شأن تطوير وتحديث شبكة الاتصالات في البلاد الإسهام في تطوير خدمات الانترنت سواء من حيث السرعة أو التعرفة ومع ذلك يظل الهاجس المقلق للكثير من الأسر في ما يتعلق بالجوانب الأسرية ذات الصلة بسلوكيات وأخلاق أفرادها هو كيفية تعاملهم مع الانترنت ووسائل الاتصال الحديثة وخصوصا في ظل سوء استخدام شريحة واسعة من المشتركين في خدمات الانترنت لهذه الخدمة وعلى وجه التحديد شريحة الشباب الذين يعيشون في سن المراهقة.
> فالحاصل اليوم أن استخدام الانترنت والشبكات الخاصة بالتواصل الاجتماعي المرتبطة به من »فيسبوك وتويتر ويوتيوب« وغيرها جعل من هذه الخدمات نقمة على كثير من الأسر حيث انحرف الكثير من المستخدمين لهذه الخدمات عن المسار الصحيح وعملوا على توظيف هذه الخدمات في جوانب سلبية حيث سيطر هوس الجنس على الكثير منهم وأضحت هذه الشبكات عبارة عن وسائل لتبادل السباب والشتائم والقدح في الأعراض وتشويه سمعة الآخرين من خلال عمليات الدبلجة والفبركة فتحولت هذه النعمة إلى نقمة على الكثير منا وتبلغ المأساة ذروتها عندما يرتاد طلاب المدارس الصغار في السن مقاهي الانترنت ويسقطون في فخ الأفلام الإباحية التي يتم تناقلها عبر الهواتف النقالة ويزداد الخطر ويتسع عندما يكون دور الأسرة الرقابي غائبا تماما ويجد الأبناء أنفسهم في حالة من الحرية التي لا سقف لها ولا أعلم لماذا لا يكون هناك أي دور إيجابي للأسرة في توجيه ميول الأفراد لاستخدام وسائل الاتصال الالكترونية التوجيه الأمثل في الجوانب التي تعود عليهم بالنفع..
> ومما يجدر الإشارة إليه هنا إلى أن سوء استخدام الانترنت في بلادنا لا يقتصر على طلاب المدارس والمراهقين من الشباب وإنما يتعدى ذلك إلى شرائح وفئات عديدة ودائما يتصدر الجنس أولوياتهم بالإضافة إلى البحث عن علاقات عاطفية وغيرها من الممارسات التي لم يكن يتخيل من ابتكر هذه الوسائل أن استخداماتها على الواقع ستقتصر على الجوانب السلبية..
> ولنا كيمنيين خصوصية مع شبكة التواصل الاجتماعي »الفيسبوك« هذه الشبكة التي تم من خلالها نسج أول خيوط الثورة المصرية »25 يناير 2011م التي أطاحت بنظام الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك والحزب الوطني &