الحوار الوطني



أحمد الكاف
‬مما لا شك فيه أن لكل مشكلة حلا‮ ‬ولكل داء دواء‮ ‬يستطب به إلا الحماقة أعيت من‮ ‬يداويها‮ ‬ووطننا وإن كان شهد أحداثا‮ ‬عصيبة خلال مراحل الصراع سواء الشطري‮ ‬أو الصراع داخل كل شطر طبعا‮ ‬قبل الوحدة‮ ‬إلا أن الحكمة اليمانية التي‮ ‬يتصف بها شعبنا تجلت أمام كل الأحداث وكانت وما زالت الملاذ الآمن عند الخطوب والملمات ومثلت عين العقل وجوهر الصواب للخروج بالوطن من أزماته والرسو بسفينته نحو بر الأمان‮ ‬ففي‮ ‬حين كان الحوار الوطني‮ ‬مطلع الثمانينات من القرن الماضي‮ ‬خطوة نحو الاصطفاف الوطني‮ ‬للملمة وتضميد جراح الوطن النازف آنذاك كانت أيضا مؤتمرات حرض وخمر سبيلا‮ ‬لإنهاء الاقتتال والصراع عقب قيام الثورة اليمنية بل إن هذه المؤتمرات أثمرت المصالحة الوطنية عام ‮٠٧٩١‬م‮..‬
كما أن الحوارات واللقاءات الوحدوية بين شطري‮ ‬الوطن سابقا‮ ‬سارعت بقيام الوحدة اليمنية المنشودة والتي‮ ‬رفرف علمها ظهر الثلاثاء ‮٢٢ ‬مايو90م وطبعا‮ ‬لعبت اللقاءات والحوارات الوحدوية والتي‮ ‬تطورت من رعاية عربية أخوية أو عبر الجامعة العربية إلى لقاءات وحدوية‮ ‬يمنية‮.. ‬شهدتها صنعاء وعدن والحديدة وتعز وغيرها أذابت الجليد وأخمدت نار الصراع الملتهبة آنذاك كما أنها ساهمت في‮ ‬تقريب وجهات النظر بين الفرقاء‮..‬
واليوم وإن‮ ‬كان السيناريو‮ ‬يتكرر وسط ما شهده الوطن من صراع سياسي‮ ‬واختلاف في‮ ‬وجهات النظر بين الفرقاء إلا أن شعاع الأمل لاح في‮ ‬الأفق حين أدرك الجميع أن تنفيذ المبادرة الخليجية قارب النجاة لليمنيين وأمام تقريب وجهات النظر بين الفرقاء تجلت الحكمة اليمانية في‮ ‬تنفيذ الجميع لبنود المبادرة وآلياتها التنفيذية والانتقال بها إلى خطوات متقدمة تبشر بخير واعد ومستقبل أفضل لليمنيين للعيش في‮ ‬ظل الأمن والاستقرار‮ ‬ولعل الحدث الأهم الذي‮ ‬يتنظره اليمنيون جلوس الجميع حول طاولة الحوار الوطني‮ ‬الشامل والمرتقب فهو أهم ما‮ ‬يتطلع الجميع إليه خاصة وأن انعقاده
يعتبر اليوم فريضة وطنية وضرورة إنسانية‮ ‬ولا شك أن نجاح الحوارات السابقة أثمرت وحدة وطنية راسخة كما أن انعقاد الحوار الوطني‮ ‬المرتقب في‮ ‬ظل تواصل الحكمة اليمانية المعهودة سيثمر عن نتائج طيبة خاصة وأن عقلاء الوطن‮ ‬يدركون خطورة الأوضاع السياسية التي‮ ‬يمر بها وطننا الغالي‮ ‬وطبعا‮ ‬اليمنيون‮ ‬يتطلعون بكل أمل وشوق إلى نجاح الجميع في‮ ‬إخراج الوطن من أزمته الراهنة وصولا‮ ‬بالوطن إلى بر الأمان وإعادة ترسيخ وحدتنا الوطنية أساس الأمن والاستقرار والقاعدة الأساسية للبناء والإعمار والتقدم والازدهار‮.. ‬والله من وراء القصد‮.‬

قد يعجبك ايضا