مهاتير 3

عبدالرحمن بجاش


 - يكون السؤال في الأخير: من هو مهاتير الذي شغل العالم ليس بضجيجه وخطاباته بل بأفعاله وإنجازاته وبهدوء مبالغ فيه, وبالمجمل فالعلماء ينجزون بهدوء, وفي إسرائيل يرفعون لوحات صغيرة في ركن الشارع (لا تستخدم منبه السيارة هنا يسكن عالم), تخيل
عبدالرحمن بجاش –

يكون السؤال في الأخير: من هو مهاتير الذي شغل العالم ليس بضجيجه وخطاباته بل بأفعاله وإنجازاته وبهدوء مبالغ فيه, وبالمجمل فالعلماء ينجزون بهدوء, وفي إسرائيل يرفعون لوحات صغيرة في ركن الشارع (لا تستخدم منبه السيارة هنا يسكن عالم), تخيلوا! يحدث ذلك لينجز العالم بهدوء, في بلداننا أصبح الضجيج في كل مناحي الحياة عنوانا لنا وأن أردتم فلينزل أي منكم إلى شوارع تعز التي أكتب اللحظة هذه الأحرف فيما ضجيج المترات يهز الروح حتى أنها لم تترك لمحافظها فرصة لأن يلتقط أنفاسه ويبدأ! .
مهاتير العظيم المتواضع ينحدر من أصول هندية وليس من سيئون كما انتشينا ذات لحظة كما هي العادة والسبب نفسي فنحن نبحث عن الانتصار بدون جدوى, ولا فتح على من لم يؤسس حتى ناديا رياضيا يحقق انتصارا واحدا لنفرح , وحين انتصر نادي أهلي تعز على ناد سعودي لم نصدق أنفسنا فقد أدمنا الهزائم , والآن تلوح بادرة في الأفق يحاول من يحاول وأدها , واليمنيون مطالبون ألا يتركوها دولة يمنية بمواطنة متساوية .
حين طلب من والده أن يشتري له دراجة ناريه ليذهب بها إلى المدرسة لم يستطع, ولم ييأس مهاتير ولم يكفر بالظروف بل ظل ولسنة واحدة يبيع الموز, نصف الدخل لأسرته والآخر للدراجة التي اشتراها بدون عناء , تخرج طبيبا وافتتح عيادته وفي الأمسيات كان يذهب إلى أحياء الفقراء ليعينهم مجانا , كم طبيب يمني يفعل ذلك¿ .
دخل انتخابات المجلس التشريعي وفاز وعين وزيرا في ما بعد لا يهم إن تعلموا وزيرا لأي وزارة, المهم أنه تدرج حتى وصل إلى رئاسة الوزراء ويقود ماليزيا إلى المجد عبر الرؤية عشرين عشرين التي تحولت إلى مشروع مرفق بنزاهة شخصية وإيثار وقدوة افتقدناها! بل لا نكاد نعرفها, واقترن اسمها باسمه, وصار يشار لماليزيا ومهاتير كأنهما شيء واحد ليس بفرض منه أو بضغط من أي قوة بل طبيعة الأشياء التي ماهت بين اسميهما , فحق له أن يرتبط ارتباطا عضويا بها وبه ويجبر العالم على احترامه واحترامها.

قد يعجبك ايضا